الجمعة 31 يناير 2025 - 23:02
رقم : 3561
إيران تلكس - أشار وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، إلى انعدام الثقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وقال إن الإفراج عن الأصول المجمدة الإیرانیة يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأولى لأميركا لكسب ثقة إيران.
عراقجي: الإفراج عن الأصول المجمدة الإیرانیة قد يكون إحدى الخطوات الأولى لأميركا
وقال "عباس عراقجي" في مقابلة مع مراسل قناة الجزيرة القطرية ردا على سؤال حول نهج إيران بشأن المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة: لدينا علاقة طويلة مع أمريكا وللأسف فإن هذا التاريخ مليء بأحداث ومواقف سيئة وسلبية للغاية، بما في ذلك العدواة الإمریکیة ضد إیران. 

وأضاف: واجهنا العداوة والإجراءات الأمريكية ضد إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية وإن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وقیامها باستشهاد اللواء قاسم سليماني وغيره من الهجمات التي قامت بها، خلق تاريخا مليئا بالعداوة وانعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة.

ادارة بايدن اتخذت موقفا عدائيا ضد ایران

وأضاف: إن الإدارة الأمريكية السابقة لم تكن لديها مواقف جيدة تجاه إيران فحسب، بل اتخذت موقفا عدائيا ضد البلاد وزادت من سياسة الضغط على إيران وفرضت اجراءات الحظر صارمة علی البلاد.

وشدد: نحن نتابع عن كثب مواقف الإدارة الأميركية الجديدة و السياسة التي تتبناها فيما يتعلق بإيران أو الاتفاق النووي أو البرنامج النووي الإيراني مضیفا أننا نتخذ القرارات بناء على مواقفها وننسق مواقفنا بناء على ذلك.

لا يوجد حالياً أي منصة لفتح صفحة جديدة تتعلق بأميركا

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران مستعدة لفتح فصل جديد من الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب، قال عراقجي: يجب أن يكون هناك سبب لذلك لفتح صفحة جديدة.

أعتقد أنه لا يوجد حالياً أي منصة لفتح صفحة جديدة  لكن علينا أن نرى ما هي السياسات التي سيتبناها الطرف الآخر.

وأشار وزير الخارجية إلى المحادثات التي أدت إلى التوصل إلی خطة العمل المشترك الشاملة في عام 2015 وقال: لقد تفاوضنا مع الإدارة الأمريكية من قبل؛ ولقد أجريت مفاوضات مباشرة ومستمرة ونتيجة لذلك تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وکان عملية معقدة للغاية ولقد احتفل العالم كله بهذا الاتفاق لأنه أظهر فعالية ونجاح الدبلوماسية لکنه قررت الإدارة الأمريكية الانسحاب من هذه الاتفاقية  وليس من السهل الخروج من جو عدم الثقة هذا ، أنا لا أقول إنه مستحيل، لكنه صعب للغاية، والأمر يعتمد على إرادة الإدارة الأميركية في كسب ثقة إيران للدخول في تفاعل بناء.

الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية

وردا على سؤال حول إمكانية توجه إيران نحو إنتاج الأسلحة النووية وما إذا كانت إيران تمتلك حاليا مثل هذه الأسلحة، قال وزير الخارجية الإيراني: إن إيران لا تمتلك أسلحة نووية الآن. الأسلحة النووية ليست جزءا من العقيدة الدفاعية الإيرانية.

 وأضاف عراقجي: إنه يتم ضمان أمننا بوسائل أخرى، والأسلحة النووية محظورة علينا.

 وتابع قائلا: هناك فتوى واضحة من قائد الثورة الإسلامية بأن إنتاج وحيازة واستخدام جميع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، محرم، وأنتم تفهمون معنى المحرم جيدا.

الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى حرب إقليمية شاملة

وردا على سؤال حول تهديدات رئيس الوزراء الصهيوني بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وإمكانية وقوف أميركا إلى جانب الاحتلال الصهيوني، وقدرة إيران على الرد عسكريا على مثل هذا العمل، قال عراقجي: إن إيران ستكون قادرة على الرد بكل تأكيد، وأعتقد أن قيام الأميركيين بشيء كهذا سيكون أحد أكبر الأخطاء في التاريخ.

وفي هذا الصدد، هناك بعض النقاط التي تستحق الذكر: أولاً، إن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج نووي محلي، وقد حققنا هذه القدرة والتكنولوجيا داخل إيران. والواقع أن البرنامج النووي الإيراني موجود في عقول وأفكار العلماء الإيرانيين، وليس في أيديهم.
وأضاف: لن يتم تدمير هذه القدرة وهذا البرنامج عن طريق القصف أو الغارات الجوية، وهذه التكنولوجيا موجودة.

ثانياً، لا تقع المنشآت النووية الإيرانية في مكان واحد أو مكانين، بل هي منتشرة في أماكن عديدة وتتمتع بحماية جيدة للغاية. وتقع هذه المنشآت في أماكن يصعب للغاية أو حتى من المستحيل الوصول إليها، حتى بالضربات الجوية.

وتابع قائلا: الأمر الأهم هو أن إيران سترد على الفور. وعلى النقيض من الهجمات السابقة على المنشآت النووية الإيرانية، فإن رد إيران سيكون فورياً وحاسماً.

وصرح أن الأميركيون والإسرائيليون يعرفون الأهداف التي يمكننا استهدافها. انطباعي هو أننا في هذه الحالة سوف ندخل في حرب شاملة في المنطقة، وهي كارثة لا يريدها أحد، لا في المنطقة ولا خارجها، مضيفا: إننا أعتقد أنه من غير المحتمل أن يرتكب الأميركيون مثل هذا الخطأ الفادح في الحسابات.

وحينما ساله مراسل الجزيرة حول اسباب دعم ايران لحكومة بشار الاسد رغم انه امر حرام، اجاب عراقجي متسائلا: هل انت قاضي ام فقيه لاصدار ما هو الحلال وما هو الحرام؟ ان تحديد الحلال والحرام ليس من صلاحيتنا ولا يمكن الاعلان عن ارائنا حول سوريا بهذه السهولة ولها قصة طويلة. سوريا كانت جزءا من محور المقاومة بوجه الكيان الصهيوني الذي خطط مؤامرات ضدها .

وتابع هل ارتكبت الحكومة السورية وبشار الاسد اخطاء ام لا، موضوع لا ادخل في تفاصيله، لاشك انه ارتكب اخطء واذا كان يتصرف بشكل اخر قد لا تؤدي الامور الى ما شاهدناه.

وتابع من الصحيح ان الشعب السوري كان يواجه العديد من المشاكل لكن النظر الى هذه المشاكل واعتبارها مشكلة داخلية هي نظرة ساذجة. نحن نرى ان التدخل الصهاينة والاجانب وامريكا هو الذي دفع الامور في سوريا الى ما شهدناه وكان الهدف منه هو خروج سوريا من محور المقاومة وجبهة دعم فلسطين وحقه في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

نريد الاستقرار والسلام والحفاظ على وحدة الأراضي السورية

وقال وزير الخارجية الإيراني رداً على سؤال حول ما هو توجه إيران تجاه الوضع السياسي الجديد في سوريا؟ سندعم أي حكومة يوافق عليها الشعب السوري، ونعتبر الاستقرار والسلام في سوريا أمراً مهماً وحيوياً للغاية لاستقرار وسلام المنطقة.

واضاف: إننا لا نريد أن تصبح سوريا مكانا لعدم الاستقرار، أو التوترات الدائمة أو الحرب الأهلية، أو الحرب بين الأعراق. وهذا سيجعل سوريا ملاذا للإرهابيين مرة أخرى.

 وتابع قائلا: من المتوقع أن تنتشر هذه الحالة من عدم الاستقرار إلى دول أخرى مجاورة ودول المنطقة. وبطبيعة الحال، مضيفا: إننا نريد الاستقرار والسلام والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم احتلال الأراضي السورية من قبل أي قوة، وخاصة من قبل الاحتلال الصهيوني.

وأوضح عراقجي: إننا ضد تقسيم سوريا، والحفاظ على السيادة الإقليمية السورية مهم جداً بالنسبة لنا. وفي نهاية المطاف فإن تشكيل حكومة شاملة يقبلها الشعب السوري بأكمله هو أحد الأشياء التي نتوقعها من سوريا. نتمنى أن نتحرك نحو الخير.
وردا على سؤال حول تأثير الضربات التي وجهت لحزب الله في لبنان والتغيير في النظام السياسي في سوريا على قوة إيران الإقليمية، قال عراقجي: على كل حال، كل ضربة لها تأثيراتها، لكن قوة إيران لا تعتمد على أفراد والمنظمات.

وأضاف: أولا، قوتنا تأتي من شعبنا. ثانيا، إن القوة الرئيسية لإيران هي قدرتها على خلق الخطاب وخطاب المقاومة. وأعتقد أن هذا الخطاب ومدرسة المقاومة أصبحا اليوم أكثر حيوية من أي وقت مضى.

وتابع: إنه تظل قوتنا الدفاعية قوية جدًا، وقدرتنا على الرد على أي هجوم لا تزال موجودة. وفي العمليات الأخيرة، رأى الجميع تأثير الصواريخ الإيرانية. 

واضاف: أصبحت هذه الصواريخ الآن في حالة أفضل، بعد أن أثبتت قوتها في ساحة المعركة. وتم إصلاح بعض عيوبها وتحسين تكوينها.
وأعتقد أن إيران تظل لاعباً رئيسيا ومهما في المنطقة، وسنواصل القيام بدورنا في إرساء السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة.

لقد جعل شعب غزة بدمائهم، القضية الفلسطينية أكثر حيوية من أي وقت مضى

وأضاف عراقجی: إن هذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها حزب الله زعيمه، ففي المرة الأخيرة عندما استشهد الشهيد الموسوي على يد الصهاينة تكبد حزب الله الكثير من الأضرار، لكنه أعاد بناء نفسه ورأينا أن حزب الله أصبح أكبر وأقوى وأكثر نفوذاً. 

وتابع: الآن أعتقد أن قضية فلسطين أصبحت بالمناسبة أكثر حيوية من أي وقت مضى. قبل طوفان الأقصى، تصور الجميع أن فلسطين قد نسيَت، وأن عملية التطبيع قد بدأت، وأن الصهاينة لديهم خطط كبيرة للمنطقة، لكن شعب فلسطين لم يعد قادراً على تحمل المسؤولية. وغزة أحيت قضية فلسطين وأعادتها إلى القضية الأولى، وغيرت وجه المنطقة والعالم.

وصرح عراقجي: لكن لسوء الحظ، لم يكن من الممكن تحقيق هذه العملية إلا بعد إراقة الكثير من الدماء. والآن أصبحت الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية أكثر وضوحاً للعالم أجمع من أي وقت مضى.

وأعتقد أن المقاومة بالخبرات التي اكتسبتها في هذا المجال الصعب جداً ستواصل بالتأكيد حضورها وتأثيرها في المنطقة.
وقال وزير الخارجية: اليوم، أنا أكثر أملا وثقة من أي وقت مضى بأن الشعب الفلسطيني سيحقق هدفه.

لقد أجريت محادثات طويلة ومفصلة مع رئيس الوزراء ، وزير الخارجية القطري

وردا على سؤال حول أسباب الزیارة إلى قطر والاجتماع بمسؤولي هذا البلد، قال عباس عراقجي: لدينا علاقات جيدة جدا ووثيقة مع الحكومة القطرية وعلاقاتنا الثنائية على مستوى جيد جدا وهناك مشاريع مهمة بين البلدين قيد الدراسة أو يجري تنفيذها.

وأضاف: لقد أجرينا دائمًا مشاورات وثيقة مع الحكومة القطرية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ومنها سوريا ولبنان وغزة وفلسطين ونشكر قطر على دورها في قضية وقف إطلاق النار في غزة ونأمل أن يتم حل بقية المشاكل وأن يستمر وقف إطلاق النار .

وقال: مواصلة المشاورات مع رئيس الوزراء ،وزير الخارجية القطري كان من أهدافي الرئيسية لهذه الزیارة ولقد عقدنا اجتماعا طويلا وتبادلنا وجهات النظر حول كافة القضايا الإقليمية والثنائية.

المفاوضات مع حماس حددت نتیجة الحرب ضد غزة 

وقال وزير الخارجية عن هدف آخر لزیارته إلى الدوحة: كان الهدف الآخر لزیارتي هو اللقاء مع أصدقائنا في المجلس التنفيذي لحركة حماس المقيمين في الدوحة وكان لنا لقاء جيد جدًا معهم.

وأضاف: لقد هنأت شعب غزة على انتصارهم. وهذه نقطة تحول في التاريخ، وقد وقف وصمد  شعب لمدة 16 شهراً أمام الإبادة الجماعية والقصف اليومي والدمار الكامل لأرضه وظل ثابتاً وصامدا على أهدافه .

وتابع قائلا : اعتقد لقد حقق انتصار لحماس، ولقد سعى العدو الصهيوني وراء تدمير حماس وتحرير أسراها، لكنه في نهاية المطاف،  اضطر إلی التفاوض مع حماس، وهذا يعني أن المفاوضات مع حماس حددت نتیجة الحرب ضد غزة.

وقال: في هذا الاجتماع، أجرينا مشاورات جيدة للغاية مع كبار مسؤولي حماس ولقد هنأت أصدقائي في حماس نيابة عن قائد الثورة الإسلامیة وایران شعبا وحکومة وشددت في هذا اللقاء على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لمساعدة سكان غزة وإرسال المساعدات الإنسانية مضيفا أن الطريق لتحقیق ذلك صعب، لكنني أعلم أن الدول الأخرى والدول الإسلامية مستعدة للمساعدة في هذا المسار.

استشهاد السيد حسن نصر الله لم يكن ألماً وجرحاً بسيطاً

وقال عباس عراقجي ردا على سؤال قناة  الجزيرة حول تداعيات 7 أكتوبر وحرب غزة على المنطقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن حادثة 7 أكتوبر كانت لها تكلفة باهظة جداً على شعبي الفلسطيني و اللبناني وعلى المنطقة برمتها كما تعرضت المقاومة لضربات وأضرار وإن استشهاد السيد حسن نصر الله لم يكن ألماً وجرحاً بسيطاً، وإن استشهاد بقية قادة قوات حزب الله وحماس كان ثمناً باهظاً تم دفعه  لكن كل هذا لا یدل علی القضاء علی المقاومة أو حتى إضعافها وكل هذه،  كانت تجارب مهمة جداً تعلمتها المقاومة وأنا متأكد من أنها ستكون مفيدة في المستقبل.

الإفراج عن الأصول المجمدة الإیرانیة يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأولى لأميركا

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى انعدام الثقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وقال إن الإفراج عن الأصول المجمدة الإیرانیة يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأولى لأميركا لكسب ثقة إيران.

وأضاف :لا أقول إن ثقة إيران ستكتسب بخطوة أو اثنتين، لأننا قطعنا طريقاً طويلاً وصعباً جداً بعد انتصار الثورة الإسلامیة بسبب عداوة الأميركيين ضدنا وهذا يتطلب تغيير الموقف من جانب الإدارة  الأميركية، وضرورة اتخاذ خطوات إيجابية من الجانب الأميركي وأعتقد أن الأمریکیین يعرفون أفضل من أي شخص آخر ما هي الخطوات التي يمكنهم اتخاذها.

المفاوضات الرامية إلى إحياء خطة العمل المشترك الشاملة ستقتصر على القضايا النووية

وردا على سؤال مراسل الجزيرة عن القضايا التي يمكن مناقشتها في هذا الاتفاق، بما في ذلك القضايا النووية وربما الإقليمية مثل سوريا : في المرة الأخيرة التي تفاوضنا فيها مع الأميركيين وثلاث دول أوروبية، والصين وروسيا قررنا أن يقتصر التفاوض على المسألة النووية وهذا القرار كان صائبا لأن إضافة أي موضوع آخر سيؤدي إلى تعقيد المفاوضات وإطالة أمدها وتقليل احتمالات النجاح فيها. وقال: خلال المفاوضات السابقة قلنا للأطراف الأمريكية والأوروبية والمجتمع الدولي بشكل صريح وواضح أنه إذا تحولت المفاوضات النووية إلى تجربة جيدة فإن هناك احتمال أن ندخل في مفاوضات وحوارات حول قضايا أخرى، لكن للأسف تلك المفاوضات لم تتحول إلى تجربة جيدة لأن الغربيين خلقوا مشاكل كثيرة في تنفيذ تلك الاتفاقية، وانسحبت أمريكا من هذه الاتفاقية. لذلك، ليس لدينا تجربة جيدة من المفاوضات السابقة وإذا اكتسبنا تجربة جيدة من المفاوضات (المحتملة) هذه المرة، فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك على ثقة إيران، وفي مثل هذا الوضع يمكن تصور خطوات أخرى.
https://www.irantelex.ir/ar/news/3561/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة