السبت 18 يناير 2025 - 12:06
رقم : 3445
إيران تلکس - عد مضي 466 يوماً من أيام الله على المعمورة، ولا أبالغ إذا قلت إنها حرب لم تحدها جغرافية المنطقة، ولم تختزلها الأحداث بصنف من البشر.
حضر نصر الله وغاب سيد حسن
فقد كان العالم يترقب على مدى هذه الفترة والمفاجأة لم تكن بالحسبان، ولم يفلح مراقب من توقع الغد في مجرياتها. فكانت أيامها سنوات وساعاتها شهور من مواقف بطولية منقطعة النظير إلى مشاهد مأساوية فريدة الوقوع لم تبقي إسرائيل وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومن يقف إلى صفهم عذرا أو تبريرا إلا طرحوه، ولكن لم يصمد أمام مشاهد لم تحدث في العصور البالية وأفلام الرعب.

بالآلاف من القصص التي حوتها تلك الأيام ومئات المفاصل الزمنية والآلاف من الجثث التي تحكي قصة البقاء لشعب أراد أن يعيش نعم يعيش فقط. وهو يرى بعينيه تفرد عدوه به وهو يقع في قلب أمة المليار التي عجزت عن كبح بضع الآلاف من المجرمين من أن ينهشوا أرواحهم قبل أجسامهم، فكتبوا النهاية بدمهم الطاهر.

ناهيك عن السكوت المطبق والمخزي للمنظمات الدولية والعربية والإسلامية وتراجع دورها، بل تحول بعضها إلى مؤسسات إرشادية تصدر البيانات، وتقراء الشجب والاستنكار؛ ولكن على شمال تلك الأرض الطاهرة كان هنالك سيد قوم أبي الضيم ومعه ثلة من المؤمنين ربطوا القلوب على الدروع، ودخلوا المنازلة، وعلى مدى ما تجاوز ال 400 يوم لم يغفل عن دعمهم والانتصار لهم وبما أوتي من قوة وحكمة.

حتى تطرز الموقف بدمه الطاهر بعد حملات إعلامية لتكذيب النصرة والبذل لقوافل الشهداء من القادة العسكريين والآمنين المجاهدين، ورغم كل التوصيات الأمنية والتحديات لم يكن يكترث للنتيجة بل كان يتحرق شوقا ليلتحق بقافلة النورانيين حتى جاء وعد الله، فكان الدم أصدق أنباء من الكتب؛ فسقط في جوف الأرض شهيدا ليحاكي تاريخ هذه الأرض وجذور أشجارها وجبالها ووديانها وأنهارها ليكون الدم ثمن صدق العهد والوفاء للقيم والأخلاق التي تبناها وإخوته في الحياة.

الله أي دم قد سُفك لم تمضي الأيام حتى انهارت الجبهات وسقطت حكومات، وتغير وجهه المنطقة فلا يمكن أن يكون ما قبل سيد حسن كما هو بعده. والآن وبعد قرابة الشهرين وصلت الأمور إلى نهايتها، وأعلنت غزة الصبر والصمود نصرها. بإيقاف الحرب، فقد حضر نصر الله، وغاب سيد حسن.
https://www.irantelex.ir/ar/news/3445/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة