الأحد 9 فبراير 2025 - 14:46
رقم : 3640
إيران تلكس - في لقاءه مع قادة القوات الجوية والدفاع الجوي للجيش يوم أمس، أشار قائد الثورة إلى المناقشات والمواضيع المتعلقة بالتفاوض في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي وأقوال بعض الأشخاص، وقال:"محور هذه الأحاديث هو موضوع التفاوض مع أمريكا، وهم يذكرون التفاوض كأمر جيد، وكأن أحدًا يعارض التفاوض الجيد".
هل التفاوض مع أمريكا في مصلحة الشعب الإيراني؟ نعم أم لا؟
وأشار سماحته إلى كثافة عمل وزارة الخارجية في مجال التفاوض والتواصل مع جميع دول العالم وإبرام الاتفاقيات، وأكد قائلاً:
"الاستثناء الوحيد في هذا الموضوع هو أمريكا. بالطبع لا نذكر اسم الكيان الصهيوني كاستثناء، لأن هذا الكيان ليس دولة أساسًا بل مجموعة مجرمة وغاصبة للأراضي."

وفي تفسيره لسبب استثناء أمريكا من التفاوض، وصف تجربة السلبية في التسعينات والتفاوض لمدة عامين مع أمريكا وعدد من الدول الأخرى التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي (الاتفاق النووي الشامل) كدليل على عدم جدوى التفاوض مع أمريكا، وأضاف قائلاً:
"حكومتنا في ذلك الوقت اجتمعت معهم، وتواصلت، وتفاوضت، وضحكوا، وتصافحوا، وأصبحوا أصدقاء، وقاموا بكل شيء، وتم توقيع اتفاقية تم فيها تقديم الكثير من التنازلات للطرف الآخر، ولكن الأمريكيون لم يلتزموا بالاتفاق."

وأضاف قائلاً:
"التجربة تثبت أنه عندما نفاوض ونعطي تنازلات، لا نصل إلى نتيجة".

وأكد قائلاً:
"أمريكا نقضت نفس الاتفاق رغم العيوب التي كانت فيه، وخرجت منه. لذلك، التفاوض مع هذا النوع من الحكومات غير حكيم وغير ذكي وغير شريف، ولا ينبغي التفاوض معها."

التفاوض مع أمريكا قد يكون غير حكيم لعدة أسباب. فيما يلي بعض هذه الأسباب:
نقض العهود وعدم الوفاء بالالتزامات:
الولايات المتحدة الأمريكية لها تاريخ طويل في نقض العهود وعدم الوفاء بالتفاهمات الدولية.
هذا الموضوع تكرر أيضًا في التفاهمات الثنائية مع إيران.
الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) هو مثال على هذا النقض، حيث لم تلتزم أمريكا بالاتفاق بعد توقيعه وخرجت منه.
عدم الصدق والشفافية:
الولايات المتحدة في المفاوضات عادة ما تتبع نهجًا مزدوجًا ومخادعًا.
هذا البلد يتحدث ظاهريًا عن المفاوضات والدبلوماسية، ولكنه في الواقع يسعى لتحقيق مصالحه ويضغط على الطرف الآخر.
تغيير المواقف وعدم الاستقرار:
مواقف أمريكا تجاه القضايا الدولية، بما في ذلك إيران، تتغير باستمرار.
هذه التغييرات ناتجة عن تغير الحكومات والسياسات المختلفة.
لذلك، لا يمكن الوثوق بالكامل في التفاهمات مع أمريكا، لأنه قد يتم إلغاؤها من قبل الحكومة التالية.
الأهداف والمصالح المتعارضة:
الأهداف والمصالح بين أمريكا وإيران في العديد من القضايا متناقضة.
أمريكا تسعى للحفاظ على هيمنتها في المنطقة والعالم، في حين أن إيران تسعى للاستقلال وحماية مصالحها الوطنية.
لذلك، من الصعب جدًا الوصول إلى اتفاق دائم وعادل مع أمريكا.
التجربة التاريخية:
التجربة التاريخية أظهرت أن التفاوض مع أمريكا لا يحل المشاكل، بل قد يكون ضارًا لإيران.
الاتفاق النووي وغيره من التفاهمات السابقة مع أمريكا هي شهادة على ذلك.
ضغط الرأي العام:
جزء كبير من الشعب الإيراني يعارض التفاوض مع أمريكا بسبب نقضها للعهود وسياستها العدائية.
تجاهل هذه القضية قد يؤدي إلى مزيد من الفجوة بين الحكومة والشعب.
استنادًا إلى هذه الأسباب، فإن التفاوض مع أمريكا في الظروف الحالية ليس فقط غير حكيم، بل قد يكون ضارًا لمصالح إيران الوطنية.

فقط لكي يبقى في التاريخ ولاننسى نذكر بعض أقوال حسن روحاني، الرئيس السابق لإيران، ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق، حول الاتفاق النووي:

"أمريكا تقول من خلال كلامها وافعالها إنها ليست جادة في التفاوض والالتزام، لكنها تدعو بعض الدول في شرق آسيا (كوريا الشمالية) للتفاوض معنا؛ أليسوا مجانين ليتفاوضوا معكم؟! أنتم لا تلتزمون باتفاقات معتمدة من قبل الأمم المتحدة." (حسن روحاني، الرئيس السابق، نوفمبر 2017)

"الأمريكيون يسعون إلى فرض عقوبات جديدة تحت ذرائع مختلفة تتعارض تمامًا مع روح ونص الاتفاق النووي." (حسن روحاني، يوليو 2016)

"الاتفاق مع أمريكا لا يساوي حتى الحبر على الورق." (محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق، فبراير 2018)

"بشأن الاتفاق النووي، تم التفاوض عليه لساعات، ثم أعلن ترامب بإمضاء سريع أنه باطل. هل يمكن التفاوض مع شخص مثل هذا؟ هل هذه الخطوة هي سوى عرض دعائي؟!" (محمد جواد ظريف، أغسطس 2017)

"اعترف بأنني ارتكبت خطأ في الثقة بكلمات جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي حينها)." (محمد جواد ظريف، في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، ديسمبر 2016)

"هل أمريكا مستعدة للالتزام بنص الاتفاق النووي، حتى روحه؟ حتى الآن، الولايات المتحدة قد خالفت كلاهما." (محمد جواد ظريف، مايو 2016)

الاتفاق النووي هو أحدث وثيقة لنقض أمريكا للعهود تجاه إيران.

في وقت كانت الحكومة الإيرانية قد قامت بتطبيق كافة التزاماتها بشكل استباقي، فإن الحكومات الأمريكية (سواء في عهد الجمهوريين أو الديمقراطيين) لم تلتزم بأي من التزاماتها وأنتقضت الاتفاق بشكل فاحش.

من الأفضل لمؤيدي "التفاوض والاعتماد على أمريكا" أن يخصصوا بعض الوقت للتفكير في مصير "معمر القذافي"، و"حسني مبارك"، و"أشرف غني"... ويستبدلوا الأسلوب الحالي بالعقلانية والواقعية.

بالطبع، هذا لا يعني أنه يجب رفض التفاوض مع أمريكا بشكل قاطع وفي أي ظروف كانت، بل يجب توفير الظروف المناسبة للتفاوض مع مراعاة المصالح الوطنية الإيرانية.
https://www.irantelex.ir/ar/article/3640/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة