الخميس 6 فبراير 2025 - 17:16
رقم : 3615
إيران تلكس: انتشر مؤخرًا كلامٌ للشيخ المفيد (رض) حول حرمة الجهاد الابتدائي في زمن الغيبة، وبالنظر إلى سرعة انتشار هذا الكلام في مثل هذه الظروف، والتي تحمل في طياتها تشكيكًا في عمل حزب الله، وخصوصًا بعد شياع النقاش حوله بين العامة دون الخاصة من أهل العلم - إذ يدرك أهل العلم عدم جدوى إسقاطه على عمل حزب الله - أصبح من الجدير أن نتكلم في الأمر، خاصةً أن الصحيح فيما يُنسب للشيخ المفيد يختلف عما يُروج له.
الجهاد الابتدائي شبهة ورد
من المعروف أيضًا أن الشيخ المفيد لا يرى حرمة الجهاد الابتدائي مطلقًا، بل يرى وجوبه في حال الخوف على المال والأولاد، وأن ذلك مفوَّض من الأئمة (عليهم السلام) إلى فقهاء شيعتهم.

قول الشيخ المفيد (رحمه الله):
"فأما إقامة الحدود، فهو إلى سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله تعالى، وهم أئمة الهدى من آل محمد (عليهم السلام)، ومن نصبوه لذلك من الأمراء والحكام، وقد فوضوا النظر فيه إلى فقهاء شيعتهم مع الإمكان. فمن تمكن من إقامتها على ولده وعبده، ولم يخف من سلطان الجور إضرارًا به على ذلك، فليقمها. ومن خاف من الظالمين اعتراضًا عليه في إقامتها، أو خاف ضررًا بذلك على نفسه، أو على الدين، فقد سقط عنه فرضها. وكذلك إن استطاع إقامة الحدود على من يليه من قومه، وأمن بوائق الظالمين في ذلك، فقد لزمه إقامة الحدود عليهم."
من الواضح أن هذا الكلام يتعارض بشدة مع الكلام المنتشر المنسوب للشيخ المفيد في التحريم، مما يجعل توقيت انتشاره مع التفاوت الحاصل لا يخلو من شُبهة الغرض.
 
ما هو الجهاد الابتدائي؟
الجهاد الابتدائي هو: الجهاد الذي يتم فيه دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وإقامة حدود الله عليهم بشتى الوسائل وفق شروطها.

وفي النظر إلى التعريف الذي يُقابل ما يُروج له (أي أنه مجرد "غزو")، يرى جملة من الفقهاء أن الجهاد الابتدائي ليس محصورًا ببداية القتال، بل هو بإظهار القوة لدى العدو تمهيدًا لبسط السيطرة الإسلامية عليه.

من الواضح في كلام جملة الفقهاء القائلين بالوجوب و عدمه في زمن الغيبة، مثل:
الشيخ المفيد، السلار الديلمي، آية الله الشيخ مصباح اليزدي، صاحب الجواهر، السيد الخوئي، الإمام الخميني (رحمهم الله جميعا) أن الغرض من الجهاد الابتدائي ليس الغزو رغم انه قد يكون اسلوبا، بل إقامة الإسلام والدعوة إليه وفقا للمقتضى.

موقف حزب الله من الجهاد الابتدائي
بناءً على ذلك، لم نرَ حزب الله  جاهد لغرض إقامة الحدود ونشر الدعوة الإسلامية، بل كان غرضه الدفاع تارة، والهجوم مخافةً على المال والأولاد تارةً أخرى.

في الأولى: يكون موافقًا لكلام الإمام الخميني (رحمه الله).
في الثانية: يكون موافقًا لكلام الشيخ المفيد (رحمه الله).
وبذلك قد ينتفي الموضوع أصلًا عند التدقيق أكثر، ولكننا نذكر هذا من باب التنزل لإيضاح الفكرة.

إزاء هذه الشبهة، من المشروع أن نطرح بعض الأسئلة:
لماذا يُلقى مثل هذه الشبهات في هذا التوقيت بالذات؟
إن كان الناشر قاصدًا غير هازل، عالمًا غير جاهل، عازمًا غير متردد. فمن هو؟ وما الذي يريد ترسيخه في أذهان الناس؟
هل هناك شيء يُحضَّر لنا في الخفاء؟
كل هذا يوقع الناشر والمنشور (الثابت اشتباهه) في دائرة التساؤلات.

و لا ضير في نشر عدة روايات من باب التبرك و الاستزادة من المنهل الاول النبي وآله صلوات الله عليهم:
عن الإمام الصادق (عليه السلام):
"الجهاد واجب مع الإمام العدل، ومن قاتل فقتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد." (وسائل الشيعة)

عن الإمام الصادق(عليه السلام):
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخير كله في السيف، وتحت ظل السيف، ولا يقيم الناس إلا السيف، والسيوف مفاتيح الجنة والنار."(وسائل الشيعة)

عن الإمام الصادق (عليه السلام):
"إن الله عز وجل فرض الجهاد وعظّمه، وجعله نصرة له، وإنه باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه." (وسائل الشيعة)

عن الامام الصادق( عليه السلام):
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحب، بهم قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه ان الله أغنى " أعز " أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها.(وسائل الشيعة)

هذه الروايات مع جملة منها ناظرة الى أن الجهاد واجب شرعي متى ما توفرت شروطه، وأنه ليس محصورًا فقط بالدفاع، بل قد يكون ابتدائيًا وفقًا لرؤية الفقهاء. انتشار الشبهات في هذا التوقيت يثير الريبة، ولا بد من التصدي لها بالعلم و التبيين و هذا ما اكد عليه السيد القائد (دام ظله) مرارا .

رسالة إلى اهلي شيعة جبل عامل
السلام عليكم يا خُطَّة أمير المؤمنين(عليه السلام) في المنشأ والبقاء جغرافيًا ودينيًا.
نحن الوحيدون على هذه البسيطة الذين لم يناقش الفقهاء من المتقدمين والمتأخرين في حملنا للسلاح والدفاع عن أنفسنا. لذلك، أيُّ صوتٍ تسمعونه يُخالف هذه الحقيقة فهو صوت أمريكا وبريطانيا وعملائهما.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم، الشيخ أحمد العاملي المشغري
رئيس مركز الوعي للدراسات الإسلامية – مدينة قم المقدسة
https://www.irantelex.ir/ar/article/3615/
کلمات دلیلیة
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة