إيران تلكس - تفيد مصادر غربية، وحتى معارضو الجمهورية الإسلامية، أنه كان هناك الليلة الماضية صراع في مجلس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان من المفترض أن يقرر مهاجمة إيران، ولم يتم التوصل إلى نتيجة.
ويبدو أن هذا التوتر حدث بين غالانت (وزير الحرب) وميري ريجيو (وزيرة المواصلات) وبعد ذلك غادر غالانت الاجتماع منزعجًا.
وينبغي الإشارة إلى بعض النقاط :
لا يستطيع الكيان الصهيوني الا الرد على الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته إيران، ولكن بالنظر إلى المواقف الحاسمة لمسؤولي الجمهورية الإسلامية واستعداد قواتها المسلحة، فإن لديه مخاوف جدية بشأن عواقب هذا الهجوم.
الخوف من الحرب كان معبراً عنه في إيران منذ فترة، لكن اليوم هناك إجماع على أنه حتى على حساب الحرب، لا بد من وضع الكيان الصهيوني في مكانه.
هذا التغير في الموقف أحدث تغييراً عميقاً في حسابات إسرائيل، لأنها ظنت أن إيران لن تدخل الحرب بأي ثمن، لكنها الآن ترى أنها كانت مخطئة.
إن استعداد إيران للقتال ومواقفها الحاسمة العلنية والرسائل من وراء الكواليس، أوصلت إسرائيل إلى استنتاج مفاده أنه إذا هاجمت المنشآت النفطية، فسيتم إغلاق مضيق هرمز، وإذا هاجمت المنشآت النووية، ستنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وإذا استهدفت هجماتها مقار عسكرية واستخباراتية، فقد أعدت إيران ألف صاروخ لهذه الجولة من الصراع، وأصبحت البنى التحتية الصناعية والطاقة هي الأهداف الجديدة لهذا البلد.
لذا، فهو في الوقت الحالي في شك جدي وربما إما أن يعدل الخيار العسكري وينظر إلى الرد الضعيف، لكنه يسكب سمه من خلال عمليات تخريب واسعة النطاق وعمليات إرهابية وضرب شخصيات مهمة في النظام والهجوم السيبراني، أو أنه مستعد حقًا لـ الحرب واستلام الصواريخ الإيرانية.
بالنظر إلى إحجام أمريكا عن خوض حرب مع إيران وتورط إسرائيل في جبهات مختلفة، فمن غير المرجح أن يقبل هذا النظام خطر الهجوم العسكري المباشر والفعال لأنه يخشى ردة الفعل (آلاف الصواريخ الإيرانية)، لكنه قد يكون هجوماً رمزياً للاستهلاك المحلي، وبطبيعة الحال، يجب على السلطات العسكرية الرد على أي عدوان، حتى ولو كان ضعيفاً، بأقوى الطرق، لأن الجدار العقلي لتخيل الهجوم على إيران وعواقبه الوخيمة لا ينبغي أن ينهار.
لكن من المرجح أن تنتهج إسرائيل جديا خيار الهجوم السيبراني واغتيال الشخصيات والتخريب في المرافق الحيوية الإيرانية مثل مصافي النفط والغاز ومنشآت "عسلوية"، وتخطط لذلك، وهو ما ينبغي الاهتمام به.
في الوقت الراهن، الاستعداد العسكري الإيراني والمواقف الحاسمة والمنسقة للمسؤولين السياسيين والعسكريين قامت بدورها، والعدو (الذي وعد بالرد العسكري الفوري في حالة الهجوم الإيراني) تراجع مؤقتا، وهذا ينبغي أن يخدم كنموذج سلوكي وعقلي للإيرانيين، تجدر الإشارة إلى أنه إذا كانت هناك رغبة في منع الحرب، فبدلاً من السلبية وإظهار الضعف، ينبغي إظهار الاستعداد للحرب والردود المؤلمة، أعلى بعدة درجات من هجوم الخصم، وذلك لتحقيق توازن الرعب وصحة التهديد.