إيران تلكس - تعتبر وحدة الأديان وتقريبها من المبادئ المهمة في الفقه الإسلامي، وتعتبر دعامة الحفاظ على الأمة الإسلامية. وفي هذا الصدد، يُعرف كل عام بين 12 حتى17 ربيع الأول بـ "أسبوع الوحدة" في بلادنا، ويقام فيه ملتقى الأديان الإسلامية.
قم بتنزيل ملفبمناسبة بدء «أسبوع الوحدة»، التقى اليوم الإثنين 16/09/2024، جمعٌ من علماء وكبار شخصيات أهل السنّة في البلاد، قائد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي. وقال سماحته أن أعداء الإسلام سعوا إلى جعل المسلمين غير مكترثين للهوية الإسلامية الموحّدة التي تُسمّى «الأمّة الإسلاميّة» ويعملون على توظيف الأدوات الفكريّة والإعلاميّة والاقتصاديّة لبث الفرقة بين الشيعة والسنّة.
أكّد قائد الثورة الإسلاميّة، خلال لقائه عددًا من العلماء وأئمّة الجمعة، ومديري المدارس الدينيّة لأهل السنّة من مختلف أنحاء البلاد، صباح اليوم، على ضرورة الحفاظ على هويّة «الأمّة الإسلاميّة» القيّمة. ولفت سماحته إلى أهمّيّة «الوحدة الإسلاميّة»، محذّرًا من المحاولات المستمرّة التي يقوم بها الأعداء لتشويهها، وأضاف: «الأمّة الإسلاميّة» قضيّة أساسيّة ينبغي ألّا تُنسى أبدًا.
وفي هذا اللقاء، الذي جرى بمناسبة بدء «أسبوع الوحدة الإسلاميّة»، وأيّام ذكرى مولد النبيّ الأكرم (ص)، قال الإمام الخامنئيّ: «قضيّة هويّة الأمّة الإسلاميّة هي قضيّة جوهريّة تتجاوز الحدود القوميّة، ولا يمكن للحدود الجغرافيّة أن تغيّر من حقيقة وهويّة الأمّة الإسلاميّة».
وأضاف سماحته، مشيرًا إلى المحاولات العدائيّة لجعل المسلمين غير مبالين بهويّتهم الإسلاميّة: «هذا مخالف لتعاليم الإسلام أن يكون المسلم غير واعٍ بمعاناة المسلمين الآخرين، سواء في غزّة أو في أيّ مكان آخر في العالم».
ودعا الإمام الخامنئيّ علماء أهل السنّة إلى التمسّك بالهويّة الإسلاميّة والأمّة الإسلاميّة، لافتًا إلى المؤامرات والمحاولات المستمرّة من الأعداء لتأجيج الخلافات المذهبيّة في العالم الإسلاميّ، ولا سيّما في إيران، وأوضح: «يعمل الأعداء على زرع بذور الفرقة والعداوة بين الشيعة والسنّة في بلادنا وفي العالم الإسلاميّ، مستخدمين في ذلك الأدوات الفكريّة والدعائيّة والاقتصاديّة».
وشدّد قائد الثورة الإسلاميّة على أنّ الوحدة هي العلاج في مواجهة هذه المؤامرات، قائلًا: «الوحدة ليست تكتيكًا، بل هي مبدأ قرآنيّ».
وأعرب الإمام الخامنئيّ عن أسفه لبعض التصرّفات، سواء بقصد أو دون قصد، التي تسعى لتشويه الوحدة بين الشيعة والسنّة، وقال: «بالرغم من العديد من المؤامرات، فإنّ مجتمع أهل السنّة لدينا واجه هذه المحاولات العدائيّة بحزم، والدليل على ذلك هو استشهاد 15 ألفًا من أهل السنّة خلال «الدفاع المقدّس» وفي مراحل أخرى، إضافة إلى استشهاد عدد كبير من علماء أهل السنّة في سبيل الحقّ والثورة».
وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة أنّ تحقيق العزّة للأمّة الإسلاميّة لا يمكن أن يتمّ إلّا من خلال الوحدة، قائلاً: «إنّ أحد الواجبات الحتميّة اليوم هو مساندة المظلومين في غزّة وفلسطين، ومن يتخلّف عن هذا الواجب، فسيُسأل قطعًا أمام الله».
وفي هذا اللقاء، أشاد كلّ من المولوي عبد الرحمن تشابهاري، وهو من علماء أهل السنّة في محافظة سيستان وبلوشستان وإمام جمعة تشاربهار، والمولوي عبد الرحيم خطيبي، من علماء أهل السنّة في محافظة هرمزكان وإمام جمعة قشم، و الماموستا عبد السلام إمامي، من علماء أهل السنّة في محافظة أذربيجان الغربيّة وإمام جمعة مهاباد، بجهود الجمهوريّة الإسلاميّة، وقائد الثورة الإسلاميّة، والدعم الذي يقدّمه سماحته لمجتمع أهل السنّة، وأكّدوا على تعزيز المجالات التي تعزّز الوحدة والاستفادة من القدرات المحلّيّة، وبخاصّة في المناطق التي يقطنها أهل السنّة، من أجل تقدّم البلاد، كما شدّدوا على ضرورة مواجهة التيّارات التكفيريّة والمتطرّفة.