الجمعة 21 فبراير 2025 - 21:06
رقم : 3735
إيران تلكس - لسنوات عديدة، كانت أوكرانيا، الدولة ذات التاريخ المضطرب، متورطﺔ في أزمات سياسية واقتصادية عديدة. أزمات لها جذور في التدخلات الخارجية وألاعيب القوى العالمية المعقدة. وفي هذا السياق، لعبت الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، دوراً بارزاً ومثيراً للجدل.
بناء الدولة مع مهرج
فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الحالي لأوكرانيا، كان ممثلاً كوميدياً في السينما قبل دخوله عالم السياسة. وقد حقق شهرة من خلال لعب أدوار في المسلسلات الكوميدية، وتمكن من اكتساب شعبية كبيرة بين الأوكرانيين. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لممثل كوميدي، دون أي خبرة سياسية، أن يتولى فجأة قيادة دولة تعاني من كل هذه التحديات والأزمات؟

يمكن إيجاد الإجابة على هذا السؤال في السياسات الخفية للولايات المتحدة. يبدو أن الولايات المتحدة، من خلال دعم زيلينسكي وإيصاله إلى السلطة، تسعى في الواقع إلى إنشاء "شخصية دمية" مطيعة لها في أوكرانيا. شخصية قادرة على تنفيذ سياسات الولايات المتحدة في هذا البلد دون أي معارضة، وتأمين مصالحها.

تستخدم أمريكا أوكرانيا كقاعدة لزعزعة استقرار وإضعاف روسيا. فالحرب في أوكرانيا، التي بدأت عام 2014 ولا تزال مستمرة، هي نتيجة مباشرة لهذه السياسات. أمريكا نهبت الموارد الاقتصادية لهذا البلد، وجعلت أوكرانيا قاعدة عسكرية واستخباراتية لنفسها، وعندما انتهت صلاحية عميلها، وجهت له الإهانة الأخيرة وقالت: على زيلينسكي أن يرحل ولم تسمح له بحضور مفاوضات السلام بشأن حرب أوكرانيا في السعودية. كما فعلوا مع عميل آخر اسمه رضا شاه في إيران.

الرئيس الأمريكي، بينما كان قد طالب بنصف المعادن النادرة في أوكرانيا من قبل، يقول الآن: "زيلينسكي لا يعرف أين ذهب نصف الـ 350 مليار دولار التي أعطيناها لأوكرانيا. رئاسته تسببت في استمرار الحرب" (!)

إن جعل مجلة تايم من مهرج مثل زيلينسكي "شخصية العام" (!) أمر مؤلم أكثر من كونه مثيراً للسخرية: كيف يستولي المستكبرون على روح وشخصية أمة، وينهبون مواردها، ويطالبون بفدية وتعويض آخر مقابل تدمير بلادهم!
هذا ليس "شخصية العام"، بل "انعدام شخصية" و"عبرة القرن". هل يتعظ المتغربون والموالون لأمريكا؟!

في هذه الأثناء، يكون الشعب الأوكراني هو الضحية الرئيسية لألاعيب القوى هذه. فهو لا يفقد موارده وثروات بلاده فحسب، بل يتورط أيضاً في حرب مدمرة تجلب له مستقبلاً مجهولاً.

هذه المسألة تذكرنا بالسياسات الاستعمارية في الماضي، حيث كانت الدول القوية تستخدم حكاماً صوريين تابعين لها لنهب موارد واستغلال الدول الضعيفة. ويبدو أن الولايات المتحدة، باستخدام زيلينسكي، تسعى إلى تكرار هذه السياسات في أوكرانيا.

في الختام، يجب القول إن "بناء الدولة مع مهرج" ليس مجرد إهانة للشعب الأوكراني، بل هو درس كبير لجميع الدول التي تسعى إلى الاستقلال والحرية. هذه المسألة تُظهر أن الثقة في القوى الأجنبية والتغاضي عن المصالح الوطنية يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا رجعة فيها.

آمل أن يتعلم الشعب الأوكراني والشعوب الأخرى المعرضة لخطر التدخلات الخارجية من هذه التجربة المريرة، وأن يتمكنوا، من خلال الوحدة والتضامن، من رسم مستقبل مشرق ومستقل لأنفسهم.
https://www.irantelex.ir/ar/article/3735/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة