الأحد 12 يناير 2025 - 19:27
رقم : 3404
إيران تلكس - تنتشر في أوساط أهل المقاومة ،بعض المفاهيم الخاطئة والتي يشوبها الإلتباس والإنفعال العاطفي او عدم إيضاح الأفكار والمطالب بشكل يمزج بين الخطاب السياسي التعبوي وبين الأحكام الشرعية العقائدية حتى كاد الموقف السياسي الخطابي،يصبح مرجعاً وأحد مصادر التشريع والفتوى وبناء الشخصية الإسلامية المقاومة خلاف الأصول والمباني العقائدية والفقهية والأهداف، المرجو تحقيقها والوسائل المطلوب إتّباعها والتي تتمثل في هدف أساس هو القتال في سبيل الله الدفاع عن الدين وأهله وأرضهم وكرامتهم.
الإستشهاد.. ليس مطلباً اولياً !
لابد من التفريق  بين الإستشهاد، كأمر واقع في الميدان  وأحد نتائج وموجبات القتال دون ان يندفع المُقاتل لتحقيقه، لقتل العدو والإستشهاد الذي يطلبه المقاتل، كمطلب أولي لتحقيق أمنية او رغبة للفوز في الآخرة دون اعتبار لتأثير هذا الإسشهاد على ميادين القتال الذي يحكمه الإنفعال، فالقتال بشكل لا يتدبّر الإحتياط او الحذر، يصيب الميدان بالخسائر التي بمكن ان تؤدي للهزيمة وما سيؤثر هذا الإستشهاد على من يرتبط به في الدنيا من زوجة وأبناء وأهل وأقارب حتى يفوز "الشهيد"  بالآخرة  كسباً لربحه الشخصي، تاركاً للدنيا وما فيها وفي ذلك بعض النقاش حول صوابيّة الفعل ومشروعيّته !

لا نقاش في أن القتل في سبيل الله سبحانه، مطلب كل مؤمن كنهاية لحياته، فالجهاد والعمل في سبيل الله لا يقتصر على الميدان العسكري، بل يشمل كل عمل يدعو الى الله سبحانه وتعالى ويدافع
عن دينه سواء كان كلمة او خطبة او كتاباً او منشوراً او محاضرة او رعاية أيتام وكل معروف يبتغي رضا الله سبحانه وليس لوجاهة او مصلحة الفاعل، فإذا قضى الإنسان عمره يعمل في سبيل الله وختم الله له بالقتل بيد  الاعداء كان ذلك الربح المبين ،بشرط ان لا يكون القتل في سبيل الله الخطوة الأولى وبشكل إنفعالي و كأنها إستعجالاً للفوز او هروباً من الدنيا !

ان الإستشهاد في سبيل الله، أكرم الأعمال بشرط ان يكون في سياقه الطبيعي غير المفتعل وبعد إستنفاد كل الوسائل للدفاع عن الدين وأهله ولابد من إتباع الأحكام الشرعية التفصيلية التي تؤمن للإنسان المقاوم ان يكون في دائرة مرتبة "الشهيد" سواء على مستوى الإلتزام الديني ووضوح الهدف ونية القتال وبناء على فتوى واضحة في ذلك ومطلب واضح يتعلق بالدين وليس بالموقف السياسي او أن يكون دفاعاً عن النفس في لحظة، لا يتطلّب من الإنسان  الحصول على فتوى للقتال.

إن أول شروط "الشهادة" بالمصطلح الإلهي، أن يكون القتال خالصاً لله سبحانه سراً وعلانية دون شراكة مُضمرة او معلنة، فلكي تكون شهيداً في سبيل الله، لابد ان يكون عملك وقولك ودمك في سبيل الله سبحانه حتى تنال الجائزة منه والله سبحانه
"غيور" لا يقبل الشراكة، وعليك أن تكون عبداً لله وحده وإلا ستخسر الرضا والثواب الإلهي الموعود.

لابد للشهيد... ان يكون عالماً وعارفاً، لماذا يقاتل؟ ومن أجل من يقاتل؟ ومن أمره بالقتال...ومن أمره بالتظاهر...

فإذا كانت اجوبته واضحة يوم القيامة والتي يعلمها الله سبحانه وكانت في سبيل الله وحده والله يعلم السر وأخفى عندها يفوز برضا الله وثوابه ويُعطى كتابه بيمينه ويدخل الجنة آمنا مطمئناً...والا سيكون من الأخسرين أعمالا ..دنيا خسرها بالقتل ..وآخرة لم يفز بها!

ليكن عملنا في سبيل الله خالصاً له وحده، فإذا قُتلنا على ذلك، كتبنا الله من الشهداء واعطانا ما وعدنا وهو الصادق في وعده والأكرم في عطائه... المهم أن نكون شهداء في السجل الإلهي وليس في السجل الحزبي او التنظيمي.

رحم الله الذين قُتلوا وقَاتلوا  وندعو الله سبحانه ان يتقبّلهم "شهداء" في سبيله ويعطيهم ثواب الدنيا والآخرة وندعو لقضاء ديون الشهداء العبادية والمالية وسداد حقوق الناس، سواء بقضاء الحج الذي كان مستحّقاً عليهم او الصلاة والصيام أو سداد الديون المستحقة وتبرئة ذمتهم من حقوق الناس .
https://www.irantelex.ir/ar/article/3404/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة