الأربعاء 8 يناير 2025 - 11:45
رقم : 3374
إيران تلكس - على طريقة أفلام الكابوي الأمريكي يظهر لنا هذه الايام هنالك من يحاول اعادة عرضها من جديد حيث البطل الأمريكي الباحث عن الذهب والثروة في المناجم وهو يُقلب مسدسه بين إصبعيه ليسدد إطلاقاته حيث يشأ فهو من يصنع القانون ويمنح الألقاب من وحي خياله وحتى حين تراجعت أفلام الكابوي ودخلت التكنلوجيا عالم السينما وجدنا البطل الامريكي هو الوحيد القادر على دحر الجيوش والأساطيل وقاهر العالم حتى في الخيال والمخلوقات الفضائية هو فقط من يستطيع ان يقرر النهايا.
سبايدر مان الأمريكي وعشرون عاما من المواجهة…
ولكن في تجربة التي تجاوزت العشرون عاما عشناها ولازلنا شهود كما انتم من تقرئونها هذه الكلمات  كنتم وكنا شهود على الانهزامات الامريكية في المنطقة في العراق 2012 وافغانستان 2021 وفي البحر الاحمر 2023 وكيف كانت في العراق تجربته مريرة.

وهنالك الالاف من الحالات لدى جنوده لازالت لم تتعافى من الرعب العراقي ولعنة  الحرب لن يمحوا احد من ذاكرتهم انهم كانوا حبيسي الجدران الكونكريتية او السيارات المدرعة التي لم تصمد امام العبوات المحلية الصنع فكانت الحفاظات واحد من اهم المقتنيات في الحقيبة العسكرية وهذه ليست مشاهد درامية بل شهادات بالمئات موجودة في منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لجنود الاحتلال الامريكي في تجاربهم في غرب آسيا.

اليس هو ذالك الذي كان يتوسل ان يُخرج آلياته من المنطقة بسلام في 2012، اليس هو ذاته الذي وضع يديه على راسه مستسلماً في المحيط اسيراً بعد ان سولت له نفسه تجاوز المياه الإقليمية للجمهورية الاسلامية في 2016 ؟

اليس الان هو نفسه العاجز عن ردع انصار الله وتامين البحر لسفنه وبحريته ومدمراته ؟

في الحقيقة كل ما لدى امريكا هو الزعيق والعربدة فهي غير قادرة على وضع برج مراقبة واحد او ثكنة عسكرية مالم تحيطها بالمراقبة العسكرية الجوية والاستخباراتية على مدار الساعة وايضاً لم تمنع من استهدافها اذا كان القرار هو استهدافها ولكنها كالعادة وكما هو ديدنها في بث الرعب وخلق الهلع في نفوس المرجفين وتكرار ذلك على لسان عبيدها ومرتزقتها ولا يخفى علو صوتهم وكثرة صداهم.

ان
جهل هولاء بثقافات الشعوب هو سبب هزيمتهم في فيتنام والعراق وافغانستان وسيتكرر المشهد باذن الله مجدداً في الشام.

من يظن ان في استشهاد الحاج قاسم سليماني وابي مهدي المهندس والسيد حسن نصر الله والشهيد يحيى السنوارهو انكسار وتدمير للامة فهو واهم جدا، لانها امة الامام الحسين وأهل بيته التي بعد الطف وما جرى عليه واصحابه وأهل بيته لم تنكسر بل استعادت المبادرة بعد ان كشفت زيف الادعاءات الأموية رغم كل الدماء الطاهرة والزكية التي سُفكت ضلما وعدوانا من اجل الرضوخ والاستسلام فكان الثبات على هيهات منا الذلة ثمنها كبيراً نحر راس ابن بنت الرسول  وسبي عياله وأهل بيته صلوات الله عليهم.

فما جرى من سفك لدماء المسلمين الأبرياء في غزة وجنوب لبنان وقتل والمستضعفين من النساء والأطفال على مدى عام ونصف تقريباً وما سعت اليه اميركا واسرائيل ومن يقف إلى صفها من أعرب واجناب في اسقاط سوريا وتمزيق قلب المنطقة وتمكين للعصابات الارهابية هو مشهد متقدم وجولة قد يكون ظاهرها الربح السريع والمكاسب التكتيكية وليس هنالك من يراهن على مدى نجاح هذا المشروع واستقراره بل الكل يتوقع نشوب الفوضى وتزايد الصراع ولكنها قد تضمن هدوء نسبي للكيان الصهيونى حيثما يرتب أوراقه الداخلية او يستأنف نشاطه العسكري خصوصاً وهو عمل على اجتياح المئات من القرى والبلدات من سوريا وجبل الشيخ وغيرها والتي ستكون عبئا كبيرا على كاهله البشري اولاً وقراره السياسي ثانيا.

كل هذا لم يمنع رسائل انصار الله الفرط صوتي والبالستية من السقوط في قلب تل ابيب المحتلة؛ لهذا وذاك أقول ان القراءة الحقيقية والواقعية هي ليس ما تقوم بتسويقه وتصديره من خلال أبواقها الإعلامية او منصاتها الإلكترونية من تهويل وتحذير من الغضب الامريكي او عدم الرضا الذي يتزلف البعض لاستحصاله  بل الحق كل الحق هو ما يقوله ابناء الواقع المرابطين في المواقع حيث يفترشون تراب الوطن وهم حماة الدين والأرض والوطن بكل ما تحمله الكلمة من معاني وتجسده من تضحيات فلا خشيا على بلاد يفترش ارض نحفها علياً باسطاً درسه بالعلم ويحرسها ابناء علي يفترشون السواتر والثغور فلا مجال للمغامرات الامريكية ولاقدرة على الاستمرار في دعم تهوّر نتياهو في إشعال الفوضى.
 
https://www.irantelex.ir/ar/article/3374/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة