إيران تلكس - مع دخول التنافس الطويل الأمد بين إيران وإسرائيل إلى منطقة مجهولة، يناقش للمرة الأولى المسؤولون والمشرعون والخبراء الإيرانيون علانية احتمال مراجعة الاستراتجية النووية للبلاد لتمهيد الطريق للأسلحة النووية.
خلال العام الماضي، اتسعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية إلى ما هو أبعد من قطاع غزة مع تزايد مشاركة محور المقاومة. وردت إيران مؤخرا على الهجمات التي استهدفت أفرادها وحلفائها في المنطقة بإطلاق أكبر عملية صاروخية لها على الإطلاق ضد إسرائيل الأسبوع الماضي. ووعدت إسرائيل بالرد على هذه الهجمات، الأمر الذي أثار جدلا جديدا في إيران حول اتجاه برنامجها النووي.
إن أي هجوم على أراضي إيران سيعزز موقف أولئك الذين يريدون تغيير عقيدة إيران النووية وبناء أسلحة نووية، وبناء الأسلحة النووية ممكن من الناحية الفنية لإيران، وهجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية يعني تسريع أنشطة إيران النووية.
وقال وفد إيران لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك: كما نعلم، فإن العقيدة النووية الإيرانية لم تتغير. وسوف تلتزم إيران بفتوى المرشد الأعلى، التي تحظر صراحة استخدام أي نوع من أسلحة الدمار الشامل. لكن في حال وقوع هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، والتي تخضع جميعها لإشراف وتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هناك احتمال أن تعيد إيران النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الاتفاق الشامل.
علي أكبر صالحي، وزير الخارجية السابق والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مقابلة حول ما إذا كانت إيران لديها القدرة على صنع قنبلة ذرية، قارن القنبلة الذرية بسيارة تمتلك إيران أجزائها ولكنها تستخدم لأغراض أخرى .
قال كما قال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، بعد حوالي شهر من عملية صادق1: "إذا كان وجود إيران مهددا، فسوف يتعين علينا تغيير استراتیجیتنا النووية."
تغيير العقيدة النووية الإيرانية؛ نعم أو لا! بعض جيران إيران ودول المنطقة، بما في ذلك تركيا وباكستان، وحتى إسرائيل نفسها تمتلك أسلحة نووية. وباعتبارها دولة ذات موقع استراتيجي حساس للغاية ولها هوية وطنية مستقلة ولا تعتمد على أي دولة في المنطقة للدفاع عنها، فإن إيران تحتاج منطقيا إلى الردع الكامل للدفاع. وأيضاً، بالنظر إلى أن إيران تعرضت للاحتلال مرتين (في الحربين العالميتين الأولى والثانية)، فإن امتلاك أسلحة نووية رادعة يمكن أن يكون مفيداً لإيران.
ويبدو أن كل شيء جاهز لبناء قنبلة ذرية في إيران، ولا تمنع ذلك إلا فتوى قائد الثورة.
نص فتوى الامام السيد علي الخامنئي دام ظله الصادرة في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2009 بشأن تحريم الأسلحة النووية:
"نعتقد أنه بالإضافة إلى الأسلحة النووية، فإن أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل، مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية، تعتبر أيضًا تهديدًا جديدًا ضد الإنسانية. الأمة الإيرانية، التي هي نفسها ضحية لاستخدام الأسلحة الكيميائية وهي تستشعر أكثر من الدول الأخرى خطر الإنتاج والتراكم هذه الأسلحة، ومستعدة لاستخدام كافة مواردها لمواجهتها، ونعتبر استخدام هذه الأسلحة محرماً، كما أن الجهد المبذول لحماية البشرية من هذه الكارثة العظيمة هو أمر واجب للجمیع."
ويبدو أن كل شيء يعود إلى قائد الثورة، الذي ليس فقط صاحب القرار في مجال السياسات النووية، بل أصدر فتوى في هذا المجال وقال بتحريم استخدامها.
لكن المسألة أن فتوى قائد الثورة تحرم استخدام الأسلحة غير التقليدية، بما فيها الكيماوية والميكروبية والنووية وغيرها، لكن مسألة إنتاج الأسلحة النووية للردع لم تذكر في الفتوى.
اما بالنسبة الی هذه الفتوی الدينية فهناك بعض المراجع الکبار في قم الذین أصدروا فتوى بوجوب صنع أسلحة نووية كرادع، وشددت على ذلك في لقاءاتها مع المسؤولين الحكوميين.
لكن السؤال هو ما إذا كان امتلاك السلاح النووي سيخلق في نهاية المطاف الردع اللازم لإيران ويجلب في نهاية المطاف المزيد من الاستقرار والسلام للمنطقة أم لا؟ اما من ناحیة الفتوی الشرعية لا شي یمنع ایران من صنع الاسلحة النوویة حتی علی قرار فتوی قائد الثورة.