طهران (إيران تلكس) - بعد 6 أيام من انسحاب الامارات من التحالف البحري مع اميركا في الخليج الفارسي ، اذيع نبأ انشاء تحالف بحري اقليمي بمشاركة ايران والسعودية والامارات وقطر والبحرين والعراق وباكستان والهند ، وهو تحول جذري في الجغرافيا السياسية في المنطقة سيؤدي الى تراجع نفوذ القوى الاجنبية في الخليج الفارسي وربما يمهد ايضا لبلورة نظام من التعاون الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
التظافر الاقليمي لارساء الأمن
اعلن قائد القوات البحرية في الجيش الايراني الادميرال شهرام ايراني، يوم السبت، انشاء تحالف بحري في شمال المحيط الهندي بمشاركة ايران والسعودية ، واضاف ان سبب انشاء هذا التحالف هو استخلاص دول المنطقة بأن استباب الامن فيها يأتي فقط عبر التظافر والتعاون فيما بينها.
واشار الادميرال ايراني الى المناورات الايرانية الروسية الصينية المشتركة سابقا في هذه المنطقة والمناورات الايرانية العمانية السابقة، قائلا اننا سنشهد قريبا خلو المنطقة في أي وجود اجنبي غير مبرر وسيطرة شعوب المنطقة على امنها الاقليمي بجنودها.
البديل للتحالف الاميركي
قبل 4 اعوام استفادت اميركا وحلفاؤها من التوتر الموجود في علاقات ايران مع بعض دول الجوار واعلنوا قيام تحالف بحري تقودها اميركا وحلفاؤها وانضم اليها البحرين التي تستضيف الاسطول الاميركي الخامس والسعودية والامارات ، لكن كان واضحا ان التحالف الذي يبنى على اساس سياسة اثارة التوتر الاميركية سيضعف ويهتز مع تحسن العلاقات بين القوى الفاعلة في المنطقة أي طهران والرياض ، وكان انسحاب الامارات من ذلك التحالف اولى بوادر الانهيار وقد قالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان ان ذلك الانسحاب جاء بعد التقييم المستمر للتعاون الامني الفعال والمؤثر مع كافة الشركاء.
واعتبر بعض المحللين العرب القرار الاماراتي بانه يدل على عمق الخلافات الاميركية الاماراتية بشكل خاص، وكذلك عمق الخلافات بين اميركا ودول الخليج الفارسي بشكل عام، وبداية لقرارات مماثلة ستتخذها الدول الاخرى في هذا التحالف ، والان فقد تم التعبير عن ذلك في بلورة تحالف بحري في شمال المحيط الهندي ومحوره ايران والسعودية ، ليكون بديلا للتحالف الاميركي.
تحالف اقليمي يثير سخط الاطراف الاجنبية
من الطبيعي ان هذا التحالف الجديد الذي اعلن عنه قائد القوات البحرية للجيش الايراني والتأثير الجيوسياسي الذي سيتركه على المنطقة، لا يروق لاميركا والكيان الصهيوني وحلفائهما الغربيين ، وقد زعم المتحدث باسم الاسطول الخامس الاميركي "تيم هاوكينز" ان الاعلان عن هذا التحالف الجديد لا يتلاءم مع ما تقوم به ايران، متهما ايران بالوقوف وراء زعزعة الامن في المنطقة، وادعى ان ايران هاجمت او اوقفت 15 سفينة دولية خلال العامين الماضيين و"لذلك نحن وحلفاؤنا نعمل على تعزيز دفاعاتنا بالقرب من مضيق هرمز".
وفي سياق خلق الاكاذيب ايضا ادعى الاميركيون يوم امس الاثنين انهم قدموا النجدة لسفينة اجنبية ضايقتها زوارق ايرانية ، وهي رواية دحضتها ايران واوضحت انها تلقت طلب النجدة من تلك السفينة ووفرت الدعم لها ، وان الروايات الاميركية المفبركة هي محاولة لخلق ذرائع لبقاء القوات الاجنبية في المنطقة.
الاقتدار البحري الايراني ركيزة التحالف الجديد
هناك اسباب عديدة لتغيير سياسات بعض دول المنطقة التي كانت تبحث عن الامن في تواجد الاساطيل الاجنبية ، وربما ساعد التقارب الايراني السعودي في تغيير هذه السياسات، لكن السبب الاساس لهذا التغيير هو الاقتدار البحري الايراني ، فايران شاركت في مناورات بحرية حتى في اميركا اللاتينية التي تعتبر فناء خلفيا لاميركا، وقد قامت سفنها الحربية برحلة حول العالم ايضا ، واثبتت قواتها البحرية قدرتها وقوتها في المواجهات البحرية السابقة مع الاميركيين والبريطانيين في الخليج الفارسي وبحر عمان، وهذا الاقتدار البحري قد عزز الثقة لدى دول المنطقة امام القوى الاجنبية وسيشكل ركيزة لمزيد من التظافر والتضامن والتعاون الاقليمي.