إيران تلكس - لقد جعلت إيران من تكنولوجيا النانو أولوية في السنوات الأخيرة، وحققت نجاحاً ملحوظاً، وصنف موقع أبحاث تكنولوجيا النانو (StatNano) إيران في المرتبة الرابعة في العالم في منشورات تكنولوجيا النانو.

ويعد عدد المقالات العلمية معيارًا مهمًا لقياس ومقارنة التطور العلمي، وفقًا للموقع الذي يوفر التصنيف العالمي والإقليمي للمؤشرات الرئيسية لعلم وتكنولوجيا وصناعة النانو، وجاءت الصين على رأس التصنيف، تليها الولايات المتحدة والهند.

وقد اعترفت الكيانات الدولية بالمساهمات الإيرانية في هذا المجال، وفي فبراير 2022، نشر المعهد الأمريكي للفيزياء مقالًا علميًا حول استخدام المواد النانوية لعلاج السرطان من قبل العلماء الإيرانيين.

ومن بين منتجات تكنولوجيا النانو في إيران، 42% منها تتعلق بالبناء، و17% بالنفط، و13% بصناعة السيارات.

وتشير تقنية النانو إلى الإنتاج الصناعي من المواد الذرية والجزيئية، إنه يعزز خصائص الجسيمات النانوية في مجموعة واسعة من التطبيقات التي تغطي عددًا كبيرًا من الصناعات، ويمكن رؤية الإنجازات الرئيسية في مجال تكنولوجيا النانو عبر مجموعة واسعة من قطاعات الهندسة والطاقة والطب.

والنانو مجال مهم لأنه يغير العالم، وهو نظام واسع يشمل مجالات علمية متنوعة مثل علوم الأسطح، والبيولوجيا الجزيئية، والهندسة الجزيئية، والكيمياء العضوية، وتخزين الطاقة، وفيزياء أشباه الموصلات.

ويعتقد العديد من الخبراء أن تكنولوجيا النانو ستجلب حقبة جديدة من الإنتاجية والثروة، وينعكس ذلك في نمو الاستثمار العام في التقنيات والأبحاث على مدى العقدين الماضيين.

ولقد أصبحت تقنية النانو إحدى ركائز البحث العلمي الحديث، وإن تطور المنتجات والمواد النانوية القائمة على النانو في السنوات القليلة الماضية قد أفاد الاقتصاد والمجتمع بأكمله بشكل كبير.

وعلى مدى العقدين الماضيين، لاحظ العالم زيادة مطردة في عدد الصناعات التي تنتج المنتجات القائمة على النانو وعدد الدول التي تروج لتكنولوجيا النانو. وهناك زيادة مستمرة في عدد براءات الاختراع المسجلة في مجال تكنولوجيا النانو في جميع أنحاء العالم.

والأهم من ذلك أن نسبة تكنولوجيا النانو إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي قد زادت بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن مساهمة تكنولوجيا النانو في الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد زادت، وقد لعبت تكنولوجيا النانو أيضًا دورًا رئيسيًا في خلق فرص عمل جديدة.

والعديد من الدول النامية مثل البرازيل والهند والفلبين وتشيلي والمكسيك وجنوب أفريقيا تبرز كدول رائدة في أبحاث تكنولوجيا النانو، وتعتبر إيران قصة نجاح، حيث أنشأت برامج ومعاهد بحثية تمولها الحكومة لدفع نطاق تكنولوجيا النانو.

وبدأت الجمهورية الإسلامية خطتها الوطنية لتطوير تكنولوجيا النانو والتي يشار إليها باسم "الاستراتيجية المستقبلية" في عام 2005، بعد أن نصحها العديد من العلماء حول تأثير هذه التكنولوجيا على ثروتها واقتصادها.

وقرر مخططو الدولة أن تطوير تكنولوجيا النانو يمكن أن يساعد إيران على معالجة مشاكلها الاقتصادية المزمنة الناجمة عن العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة.

ويمكن لتقنية النانو أن تساعد إيران على تجديد الصناعات التي تستخدم التقنيات القديمة وجعلها قادرة على المنافسة. كما أن هذا المجال هو في أفضل وضع لوقف هجرة المهنيين من البلاد. يمكن أن تؤدي الكفاءة العالية والراحة والسعر المنخفض لمنتجات تكنولوجيا النانو إلى زيادة الطلب وخلق مستوى عالٍ من الرضا. وتلعب تكنولوجيا النانو أيضاً دوراً حاسماً في التنمية الاقتصادية المستدامة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم إنشاء دورات الدكتوراه المتعلقة بتكنولوجيا النانو في 23 جامعة إيرانية في مجالات مثل كيمياء النانو، وفيزياء النانو، والمواد النانوية، وطب النانو. كما تقبل 66 جامعة الطلاب لبرنامج درجة الماجستير.
 
أحمد الساعدي ـ باحث متخصص في الشؤون الإيرانية