طهران (إيران تلكس) - أكد خطيب جمعة طهران الموقت، أن الشعب قام في يوم القدس العالمي بخطوة راسخة وكبرى نحو اقتدار الامة الاسلامية، معربا عن تقديره للمشاركة الشعبية الضخمة في مسيرات يوم القدس العالمي.

وفي خطبتي صلاة الجمعة بطهران، قال حجة الاسلام والمسلمين حسن ابوترابي فرد: إن الشعب ومن خلال الملحمة التي سطرها في يوم القدس العالمي مهد الأرضیة للحركة الضخمة للأمة الإسلامية وجسد دعمه للشعب الفلسطيني الصامد والمنتصر والمقاوم واتخذ خطوة ثابتة نحو زيادة إقتدار الأمة الإسلامية.
وتطرق الى وصايا الامام علي عليه السلام لمالك الاشتر، عندما اختاره واليا على مصر، بما فيها ان الحكومة تشكل أهم مرجع لتنظيم التعادل في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية للانسان.
وأكمل: ان التاريخ السياسي للشعوب، يتحدث عن انظمة سياسية عادلة واخرى جائرة، وأن ذاكرة التاريخ لا تنسى مطلقا العدل والجور، لذلك يصر علي عليه السلام على مطالعة تاريخ الاقوام والشعوب.
وأكد: ان الحكومة سواء كانت عادلة او جائرة، فإنها تترك أثرا عميقا على الحياة الفردية والاجتماعية للمجتمعات الانسانية، كما ان افراد هذه المجتمعات قادرون على تشخيص هذه التغييرات والتطورات في حياتهم، لذلك على الحكام والمدراء ان يدركوا ان أداءهم يؤثر على جميع مجالات الحياة الانسانية الاجتماعية.
ولفت الى ضرورة ان يقوم الحكام والمدراء برصد آراء ورؤى الجماهير وتحليلها، لئلا يحصل شرخ بين الحكومة والشعب، فمن وجهة نظر علي عليه السلام، الشعب هو الذي يقوم بتقييم أداء الحكام والمدراء، فتحليل المجتمع ونقده له دور في تبيين اداء المدراء في مختلف المستويات، ولابد من ايلائه الاهتمام اللازم، وبهذه الرؤية يمكن العمل على زيادة مستوى رضا الجماهير، وبالطبع فإن زيادة رضا الشعب تكون من خلال التحليل الصحيح والتبيين الدقيق للقضايا السياسي والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهنا تؤدي الاذاعة والتلفزيون دورا محوريا وأساسيا.
كما نوه الى ضرورة التزام المسؤول – حسب وصية الامام علي عليه السلام لمالك الاشتر – بالعمل الصالح، من اجل رفع الرصيد الاجتماعي وتعزيز العلاقة بين الحكومة والشعب، مبينا ان العمل الصالح حسب الادب القرآني هو العمل المبني على اساس العلم والمعرفة، كما شدد على ضرورة انتخاب الاشخاص اللائقين لإدارة البلاد.
وفي جانب آخر من خطبتي الجمعة قال حجة الاسلام ابوترابي فرد: هناك وجهات النظر ومعتقدات مختلفة في المجتمع وإذا كانت هناك نظرات مختلفة تجاه القضایا، فلا بأس بذلك ويجب أن يعيش الجميع معا ويعملون معا.
وتابع: أن العدو يعارض وحدة الشعب الإيراني وکما قال قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي إن العدو یرغب في أن يتشاجر الشعب وأن یتجادلوا مع بعضهم البعض بسبب اختلافاتهم في المعتقدات.
وأردف: ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي ان يمهد الارضية للوحدة الوطنية وليس الخلافات الداخلية، وينبغي ان نضع يدا بيد لتعزيز قوتنا الوطنية، وإذا كان لدينا هاجس اجتماعي بشأن الحجاب، فإننا كمسلمين رجالا ونساءا علينا ان نبذل الجهود وفق التعاليم الاسلامية وبالطرق الصحيحة لإصلاح هذا المرض الاجتماعي.