وزير العدل الايراني يدعو مجموعة البريكس لاتخاذ خطوات لمواجهة العقوبات أحادية الجانب
إيران تلكس -وصف وزير العدل الايراني العقوبات الاحادية بأنها اجراءات غير قانونية وغير مشروعة، داعيا مجموعة البريكس لاتخاذ اجراءات عملية لمواجهة هذا النهج الذي يتبعه الغرب، واضاف: أن مجموعة البريكس، التي تسعى إلى بناء نظام عالمي جديد يقوم على العدالة والديمقراطية، لا ينبغي ولا يمكنها أن تصمت عن ازمة غزة، وعليها أن تأخذ زمام المبادرة في حل المشكلة بالطريقة المناسبة.
وأعرب أمين حسين رحيمي، في اجتماع وزراء العدل للدول الأعضاء في مجموعة البريكس في موسكو مساء الأربعاء، عن أمله في أن يكون تعزيز مجموعة البريكس قدر الإمكان أداة فعالة للحد من الاستخدام القسري وغير الصحيح للقدرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
واضاف: أن فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب ضد دول العالم الحرة والمستقلة يعد انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي المعروفة، بما في ذلك المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وذكر وزير العدل: أن هذه العقوبات غير القانونية لها آثار مدمرة على العلاقات الدولية، وتمنع الدول من الوصول إلى مواردها المالية، وتحد من الدور الفعال للدول في العمليات القائمة على التعاون الدولي، مثل التعامل مع الآثار الضارة لتغير المناخ وتوفير المساعدات الإنسانية.
وقال رحيمي: في السنوات الأخيرة، أكدت المؤسسات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، عدم شرعية الإجراءات القسرية الأحادية وفرض عقوبات أحادية على وصول الدول إلى المواد الإنسانية.
وتابع: يمكن لدول البريكس المساعدة في إرساء سيادة القانون بشكل فعال على الساحة الدولية من خلال مواجهة هذه الأعمال غير القانونية.
وذكّر وزير العدل كذلك بالمبادئ التوجيهية العملية المتعلقة بأساليب وأدوات منع وإزالة وتقليل وتعويض آثار الإجراءات القسرية الانفرادية التي وقعها العام الماضي وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية ونظيره الروسي، وقال: إن هذا البيان المشترك يمكن أن يخلق أساسًا لمزيد من المفاوضات على مستوى دول البريكس لوضع مبادئ توجيهية عملية لمكافحة العقوبات الأحادية الجانب والتعويض عن آثارها السلبية.
وأضاف: إن إنشاء مؤسسات دائمة ومستقرة يمكن أن يساهم في نجاح مجموعة البريكس وإنشاء نظام موجه نحو العدالة على الساحة الدولية. وإدراكًا لهذه الحقيقة، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإنشاء شبكة مستقرة للتواصل بين كبار المسؤولين في وزارات العدل في الدول الأعضاء.
*تشكيل البريكس، خطوة مهمة لتحقيق عالم تعددي
كما أشار وزير العدل في الجزء الافتتاحي من كلمته إلى مبادرة تشكيل مجموعة البريكس كخطوة مهمة على طريق تحقيق عالم تعددي والتخلص من نظام الهيمنة والأحادية وخطوة فعالة لتعزيز التعددية والاستماع إلى أصوات متنوعة في الساحة الدولية.
وأشار إلى انضمام أعضاء جدد، من بينهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى مجموعة البريكس، وقال: إن توسع هذه المجموعة زاد من فعاليتها في المحافل الدولية ووفر لها الأرضية للعب دور أكبر في الشؤون الدولية.
وقال رحيمي: إن مبادئ البريكس، بما في ذلك احترام المساواة في السيادة، وخلق فرص متساوية لتنمية الدول، والتفاهم المتبادل لمصالح بعضها البعض، والنظرة المنفتحة وأساس التوافق في صنع القرار، والأهم من ذلك، تحقيق تجارة عادلة ونظام مالي تعددي للعالم ومتابعة الحلول الجماعية لتحديات العصر الحالي مستمدة من المبادئ الأساسية للقانون الدولي، والتي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار في جميع قرارات هذه المجموعة.
*فلسفة وجود إيران في مجموعة البريكس
وفي جانب آخر من كلمته، ذكر وزير العدل أن مشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في البريكس تقوم على المبادئ الثلاثة العزة والعدالة والمصلحة ، وتتماشى مع إرساء العدالة والأخلاق والسلام المستدام في العالم. وبناءً على ذلك فإن إيران مستعدة للقيام بدور فعال وقوي في مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والمالي والأمني والقانوني والثقافي والشعبي في هذا التجمع وهذا النهج تم التأكيد عليه من قبل كبار المسؤولين في البلاد.
*توجه الحكومة الايرانية نحو البريكس
وتابع رحيمي التأكيد: إن الحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مثل الحكومة السابقة، قررت أن تلعب دورا نشطا وبناء وفعالا في البريكس، ولهذا السبب، وعلى الرغم من حداثة الحكومة الجديدة، فإنها تشارك بوفود في أعلى مستوى ممكن.
*الترحيب بمقترح إنشاء مركز تحكيم البريكس
وفي إشارة إلى اقتراح الاتحاد الروسي إنشاء مركز تحكيم للبريكس، قال رحيمي: إن وزارة العدل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر هذا الاقتراح اقتراحا جاء في الوقت المناسب ويستحق دراسة شاملة من قبل الدول الأعضاء في مجموعة البريكس.
وأضاف: من أجل تحقيق العدالة القضائية على المستوى الدولي، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي مبادرة جديدة واستخدام الآليات القائمة لتتبع وإعادة الممتلكات الناجمة عن الفساد، بما في ذلك من خلال إنشاء شبكات تتبع الأصول بين الأعضاء من مجموعة البريكس، وهي مستعدة لأي تعاون نشط وفعال مع المؤسسات ذات الصلة من الحكومات الأعضاء في هذه المجموعة.
*ضرورة ان تلعب البريكس دورا في حل أزمة غزة
وفي جانب آخر من كلمته أشار وزير العدل إلى الأحداث المريرة في غزة، وقال: "إن استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة من قبل الكيان الصهيوني هو أحد أوضح الأمثلة على تجاهل الحقوق الأساسية للبشر.
وقال: إن نظام الهيمنة الرأسمالية والأحادية لبعض الدول جعل من الصعب تحقيق العدالة في العالم، وحوادث مثل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل في غزة هي أكثر من أي شيء آخر تأكيدا لحقيقة أن العالم اليوم متعطش للعدالة.
واضاف: أن مجموعة البريكس، التي تسعى إلى بناء نظام عالمي جديد يقوم على العدالة والديمقراطية، لا ينبغي ولا يمكنها أن تصمت عن هذه القضية، وعليها أن تأخذ زمام المبادرة في حل المشكلة بالطريقة المناسبة.
كما أعرب وزير العدل عن تقديره لحكومة جنوب أفريقيا لاتخاذها خطوات قانونية مهمة لدعم اهل غزة العزل في المحافل الدولية وخاصة في محكمة العدل الدولية.