وفي كلمته التي القاها الاربعاء في اجتماع المسؤولين الأمنيين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس في سان بطرسبرغ بروسيا، انتقد علي اكبر احمديان نهج الولايات المتحدة وحلفائها في إضعاف السيادة الوطنية للدول المستقلة باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك تكنولوجيا الاتصالات السيبرانية والشبكات الاجتماعية، داعيا الى اتخاذ إجراءات عملية من جانب الدول الأعضاء في مجموعة البريكس لمواجهة هذا النهج.
وذكر: أن من أهم التحديات في مجال الأمن التكنولوجي والسيبراني احتكار إنترنت الأجهزة الحيوية وبعض البرمجيات والأجهزة وأنظمة ومنصات الإنترنت الغربية، وخاصة الأمريكية، والتي يجب التفكير بحل لها.
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد الأطر المناسبة للتعاون المشترك بين الدول الأعضاء في مجموعة البريكس والدول المستقلة الأخرى.
وشدد كذلك على أهمية تعاون هذه الدول لإنشاء منصات مشتركة من خلال الإشارة إلى وجود الفجوة الرقمية وعدم وجود روابط البنية التحتية التكنولوجية بين الدول الأعضاء في البريكس.
*الخشية من التهديدات السيبرانية
وقال رئيس الوفد الإيراني في اجتماع كبار مسؤولي البريكس: إن أحد أهم التهديدات الأمنية المعاصرة على الساحة الدولية هو أمن المعلومات، وخاصة في الفضاء الإلكتروني، حيث هناك خشية قوية من استغلالها من قبل العناصر والمجموعات الارهابية.
وذكر: نحذر من أن الإرهاب السيبراني سيكون أحد التهديدات المستقبلية علينا جميعا، وحله يتطلب التعاون الجماعي والمشاركة من أعضاء البريكس والدول الأخرى، خاصة وأن الجوانب النفسية للإرهاب السيبراني يمكن أن تكون أكثر تدميرا من الإرهاب في العالم الحقيقي. لأنه يمكن أن يعرض الأمن الفردي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن الثقافي وحتى الأمن القومي للدول للخطر بشكل خطير.
وقال أحمديان: يستخدم الإرهابيون شبكات التواصل الاجتماعي مع رسائل إعلامية لتجنيد عناصر بالتنسيق العملياتي والميداني، ودون الحاجة إلى التواجد الفعلي في مسرح الجريمة، ويتم تسهيل تحويلاتهم المالية بالعملات المشفرة ومن خلال تقنية البلوكتشين.
واضاف: الآن اختفت الحدود بين ساحة المعركة وساحة الحياة الطبيعية للمواطنين وتشكلت ازدواجية بين أمن المجتمع وحماية الخصوصية، مما يزيد من تعقيد أمن المواطنين والأمن القومي لنا جميعا ، الامر الذي يتطلب التعاون الجماعي المكثف بين أعضاء مجموعة البريكس.
*ينبغي الإسراع بتشكيل نادي الدول المناهضة للعقوبات
وفي جزء آخر من كلمته قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: إن الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي في العالم، رغم شعارات التجارة الحرة العالمية، مهددان بشدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في السنوات الأخيرة، ويتم استخدام الحصار الاقتصادي كأداة سياسية وعدوانية.
وأضاف: من أجل مواجهة استخدام الاقتصاد والتهديد الاقتصادي والقضائي كسلاح، أقترح الإسراع في تشكيل نادي الدول المناهضة للعقوبات واتباع آليات عملية منسقة لمواجهة العقوبات.
واقترح رئيس وفد جمهورية إيران الإسلامية في اجتماع كبار مسؤولي مجموعة البريكس أيضًا وضع تدابير بناء الأمن في المجال المالي، والتي يوجد أيضًا اتفاق عام بشانها، على جدول الأعمال بسرعة أكبر وجدولة زمنية محددة.
ومن النقاط التي أكد عليها أحمديان في هذا الاتجاه؛ كسر اعتماد النظام المالي لدول البريكس على الدولار، وإجراء التبادلات المصرفية بالعملات الوطنية، وإطلاق منصات مصرفية مشتركة ومراسلات بين أعضاء البريكس في أسرع وقت ممكن، وإنشاء شبكة مصرفية مشتركة تعتمد على تقنية blockchain والعملات المشفرة.
كما دعا إلى إنشاء مؤسسات رقابية مالية ومواجهة عمليات غسيل الأموال، بصورة مستقلة وغير تابعة وغير سياسية تقوم بها دول العالم المستقلة، بما في ذلك البريكس، وقال: إن هذه الإجراءات يمكن أن تكون مقدمة لانموذج تجاري مالي شامل للبريكس.
*ينبغي تشكيل لجنة مشتركة لسلامة الأغذية والصحة في البريكس
وأكد أحمديان على أهمية رسم خارطة طريق مشتركة لدول البريكس في مجال الأمن الاقتصادي والصحة القضائية، وقال: إن الاقتراح المحدد للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو إنشاء لجنة مشتركة معنية بسلامة الأغذية والصحة بين الدول الأعضاء، والتي هي في الاجمال لديها الكثير من المرافق في هذا المجال.