في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لباكستان، وفي لقاء مع النخب العلمية والثقافية لاقليم البنجاب الباكستاني في جامعة "جي سي يو " لاهور، اعرب اية الله رئيسي عن ارتياحه وسروره لتواجده في مدينة لاهور الجميلة والتاريخية والثقافية، معتبرا بأن العلاقات بين البلدين تتجاوز علاقات الجوار والعلاقات الدينية والثقافية والحضارية والقلبية، والتي أحدثت رابطا لا ينقطع بين الشعبين.
واعتبر الرئيس الايراني ان زيادة المعرفة وإنتاج العلوم في المراكز العلمية والأكاديمية مصدر قوة وثروة للدول ومصدر هيبة وفخر للأمم، موضحا بأن الإيمان و العلم سويا هما شرط لنجاح وسعادة الفرد والمجتمع، وانّ الإيمان والعلم طريقان للمعرفة لا يتناقضان، والواحد منهما منفردا لا يؤدي إلى أي مكان.
وفي اشارة الى ان إقبال لاهوري يعد كرمز وتجسيد لرجل العلم والإيمان، بيّن اية الله رئيسي بأن لاهوري استطاع أن يجمع في كيانه بين العلم والإيمان، روح الاستقلال، السعي لتحقيق العدالة، والإنسانية والعديد من الصفات العظيمة الأخرى.
واشار رئيس الجمهورية الى دعوة قائد الثورة الإسلامية للطلبة والباحثين والأساتذة لإنتاج العلم، معتبرا بأن أفكار دول الشرق الأوسط، وخاصة الشعب الباكستاني العزيز والشعب الإيراني العظيم، لديهما القدرة على خلق كلمات جديدة للعالم في مجال الابتكارات التقنية والعلمية.
وعن ادعاء الأميركيين والغربيين الدائم بأنهم أصحاب حرية الفكر، اوضح اية الله رئيسي ان ما نراه عمليا هو أن عددا كبيرا من الطلاب يطردون من الجامعة لمجرد نصرة شعب غزة المظلوم، فأي منطق يتوافق مع هذه القضية وهل تسمى حرية الفكر!
كما اعتبر آية الله رئيسي ان لا صحة في ادعاء الغرب دفاعه عن حقوق الإنسان وكذلك ادعاء دعم حرية الفكر لديهم، مضيفا بأن دعم أميركا والغرب للجرائم الصهيونية التي اسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني في أرض غزة المغتصبة، يظهر حقيقة أن أكبر منتهكي حقوق الإنسان اليوم هم الأميركيون والغربيون وأن ادعاءهم بالدفاع عن حقوق الإنسان هو أيضا أمر يثير السخرية.
ولفت رئيس الجمهورية الى انه ومنذ بداية انتصار الثورة الإسلامية أكد الإمام الخميني (رض) على أن فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى، واليوم قضية تحرير القدس ليست قضية العالم الإسلامي الأولى فحسب بل هي القضية عالم الإنسانية الأولى أيضا، مؤكدا على مما لا شك فيه أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستحرر القدس الشريف وفلسطين بأجمعها.
كما اضاف انه مما لاشك فيه ايضا أن الكراهية التي نشأت في العالم الإسلامي والعالم الإنساني تجاه الصهاينة والأمريكيين ستصبح انتقاما للشعوب وستؤدي الى نهاية وزوال الكيان الصهيوني قاتل الأطفال.
وفي اشارة الى مقولة لقائد الثورة الإسلامية مفادها بأن العالم المستكبر إذا وقف ضد ديننا سنقف ضد عالمهم كله، صرح اية الله رئيسي ان الشعب الإيراني يقف اليوم وسيواصل وقوفه ضد فساد وطمع واستكبار الكيان الصهيوني، وذكر بأن دولتي إيران وباكستان كانتا تدافعان عن الشعب الفلسطيني المضطهد وستواصلان هذا الدفاع بكل فخر واعتزاز.
وصرح اية الله رئيسي بأن الشعب الإيراني العظيم عاقب الكيان الصهيوني هذه المرة على جريمته ومهاجمته قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة، موضحا انه إذا ارتكب الكيان الصهيوني خطأ آخر وقام بانتهاك سيادة الأراضي الإيرانية المقدسة فسيكون الوضع مختلفا، وليس من الواضح أنه سيبقى من هذا الكيان أي شيء.
وفي ختام كلمته، اوضح آية الله رئيسي أنه تم التوصل الى تفاهمات جيدة خلال هذه الزيارة، مشيرا الى أن إرادة قادة البلدين هي تطوير العلاقات في كافة المجالات ونتيجة تنفيذ هذه التفاهمات ستؤدي بالتأكيد إلى تحسين مستوى التعاون>
و اضاف أن بعض الدول حاولت جاهدة الإضرار بالعلاقات الودية بين إيران وباكستان، لكن رابطة القلب بين البلدين لن تنكسر أبدا.