QR codeQR code

شروط ومعايير الهزيمة والنصر الإلهي

إیران تلکس , 13 كانون الثاني 2025 ساعة 20:05

مراسل : دكتور نسيب-حطيط

إيران تلكس - تختلف معايير النصر والهزيمة في الإسلام عن المعايير المُعتمدة عند الحضارات والقوانين الوضعية، خاصة اذا كان أحد الطرفان المتحاربان، يعتقد بالإسلام وآخر باليهودية او أي عقيدة ماديّة لا دينية، مما يجعل تقييم نتائج الحرب تختلف وفق أراء وتقييم احد الطرفين، فربما كان انتصار أو هزيمة المقاومين، هزيمة بنظر العدو والعكس صحيح أيضاً ،بالتلازم مع النظر لهذه الحرب، هل هي حرب موضعية ظرفية او أنها معركة ضمن سياق حرب مستمرة حتى قيام الساعة كما يعتقد المسلمون وبالتالي فإن النصر او الهزيمة نتيجة مؤقتة، بإنتظار المعارك القادمة. .


ان معايير ومفاهيم النصر والهزيمة في الإسلام، يعتمد على الشروط والمفاهيم التالية:
نية القتال:
وجوب ان تكون نية  الحرب التي يخوضها المسلمون، في سبيل الله سبحانه وليست في سبيل المصالح الدنيوية او السياسية، فاذا كانت وفق الأحكام والأهداف والشروط الإلهية النبوية، فأنها لن تُصاب بالهزيمة وستفوز بالنصر والعطاءات الإلهية التي وعد الله ورسوله بها  وستنحصر نتائجها بإحدى الحُسنين" النصر أو الشهادة"، فإن انتهت  المعركة بالبقاء على قيد الحياة مع الخسارة المادية فيربح المجاهد ثواب القيام بالتكليف الإلهي، بقتال أعداء الله سبحانه  واذا انتهت بالخسارة المادية مع الإستشهاد يربح المجاهد ثواب القتل في سبيل الله وذلك الفوز العظيم  وكلا البابين يؤديان الى النصر، بالمفهوم الإلهي .

التسليم لله:
التسليم الكلّي لله سبحانه، مثال التسليم والإطمئنان عند النبي إبراهيم (ع)  حين  القائه بالنار ،فكانت النار برداً وسلاما وتسليم النبي موسى(ع)، ففلق الله له البحر وأغرق فرعون وتسليم السيد المسيح(ع)، فرفعه الله اليه وانجاه من الصلب وتسليم رسول الله (ص) فحماه بخيوط العنكبوت وانجاه، وعلى المجاهدين ان يسلّموا امرهم لله مع إتقّان العمل والمعرفة وسيكون الله وكيلهم وناصرهم.

حصرية مصدر النصر  من الله سبحانه:
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ...) ان إعتقاد أي فرد أو جماعة او تنظيم او كيان، بقدرته على تحقيق النصر، لتطوّر سلاحه او كثرة عديده او حلفائه وقدراته المالية والإعلامية، فإنه  سيقع في خطيئة على مستوى العقيدة، لأن هذه الأسباب المادية التي يملكها، ليست مصدر النصر وانما هي وسائله المادية، بينما النصر هو من عند الله سبحانه، بأيدي عباده واذا انحرف الفرد أو  الجماعة بقصد او غير قصد واعتقدوا أنهم قادرون على النصر بقواهم الذاتية، فإن كل الوسائل التي يملكونها ستخرج عن الحفظ والتحصين والرعاية الإلهية وتصبح هدفاً مكشوفاً، يمكن ان يدمّره العدو بساعات وأيام  ...

الشرط الإلهي لنصرة المؤمنين:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ..)
 وهذا لا يعني ان الله سبحانه "ضعيف" يطلب أن ينصره عباده على اعدائه وانما ان يُقاتلوا اعدائه من اليهود والمشركين  والمكذبين بآياته، بصفتهم "خلفاء الله " على الارض وان يكون قتالهم في سبيله  وجهاً من وجوه العبادة له  ويأتي  بعدها الوعد الإلهي  للذين ينصرونه، بانه لن يكون هناك غالب لهم او مُنتصر عليهم ولن يقعوا في فخ الخزي او الهزيمة.

 (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
لنفوز بالنصر الإلهي، علينا ان نقاتل وفق الشروط الإلهية وحينها نستطيع نحن الفئة القليلة  ان نغلب اعداءنا الكثر ولن تصيبنا الهزيمة، فاذا إنهزمنا بالمعطى المادي وقُتلنا،  فنصبح شهداء في سبيل الله وهذا هو الفوز العظيم وإذا انهزمنا وبقينا احياء، نكون قد قمنا بتكليفنا الإلهي بقتال اعداء الله ونفوز بالرضا الالهي وفي كلا الأمرين انتصار ولا هزيمة !

فلنقاتل في سبيل الله وحده ..ومن أجل دينه ..ولن تصيبنا الهزيمة، سواء بقينا أحياء او فزنا بالشهادة ..
 


رقم: 3416

رابط العنوان :
https://www.irantelex.ir/ar/article/3416/شروط-ومعايير-الهزيمة-والنصر-الإلهي

ايران تلکس
  https://www.irantelex.ir