إيران تلكس - يعاني الشيعة اللبنانيون من الصراع العربي_الإيراني ويدفعون أثمانه على مستوى المصالح او إتهامهم بهويتهم وانتماءاتهم وإسقاط هويتهم العربية والوطنية وإعتبارهم من التابعية الإيرانية والتعامل معهم على هذا الأساس داخل العالم العربي وحصارهم ومحاولة الإقتصاص من إيران عبر حصارهم والقضاء عليهم سياسياً وعسكرياً وعقائدياً!
لكن الأسوأ من ذلك ان العرب يقيمون العلاقات مع إيران وآخرها الإتفاق السعودي_الايراني برعاية صينية وكذلك مع قطر والإمارات التي تربطها علاقات تجارية اساسية مع إيران، بالتلازم مع ابقاء الحصار والعداء للشيعة في لبنان، بتهمة التبعية لإيران وتهمة أخرى هي العداء لإسرائيل ومساندة المقاومة الفلسطينية.
لقد تمت المصالحة السعودية_الإيرانية وتبادل السفراء والتوافق على التعاون ورعاية المصالح المشتركة وبقي الشيعة اللبنانيون خارج إطار الإتفاق ويدفعون ثمن ذلك منعاً للعمل في السعودية او التضييق عليهم واعتبارهم ضد القرار العربي ولم تشملهم ثمار الإتفاق السعودي_الإيراني!
لابد من توضيح العلاقة بين الشيعة اللبنانيين وإيران وكذلك مع العراق، فإنهم يرتبطون بإيران على مستويين:
المستوى الديني بالإعتقاد بمذهب واحد والعلاقة مع الحوزة الدينية في قم والعتبة الرضوية في مشهد وهذه علاقه ثابتة، لا يمكن قطعها ولا تعديلها ولا ترتبط بالسياسة.
المستوى السياسي وهو متغيّر وفق هوية النظام الإيراني، فعندما كان النظام في عهد "الشاه" تابعاً لأميركا ومؤيداً لإسرائيل، لم يكن للشيعة اللبنانيين علاقة بهذا النظام وعندما تغيّر الى نظام معاد لإسرائيل ومؤيد لحركات المقاومة، صار للشيعة علاقة طيبة معه وإذا ما تغيّر هذا النظام في لحظة ما وعاد الى حضن اميركا وإسرائيل، فلن يكون هناك علاقة معه، كما كان الحال مع النظام في العراق حيث كان الشيعة ضد نظام صدام حسين مع إبقاء العلاقة مع الحوزة الدينية في النجف والعلاقة الروحية مع النجف وكربلاء والعتبات المقدسة.
لم يتنكر الشيعة اللبنانيون الى لبنانيتهم ودفعوا آلاف الشهداء من أجل حفظ لبنان وتحرير أرضه وإنقاذه من الإحتلال الاسرائيلي وكذلك ضد الجماعات التكفيرية فكانت لبنانيتهم موقّعة بالدم والشهادة .
لم يتنكر الشيعة اللبنانيون الى عروبتهم وقضايا العرب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ولم يقطع الشيعة اللبنانيون علاقاتهم بالعرب، بل بادر العرب الى قطع علاقاتهم مع الشيعة اللبنانيين،إنتقاما من إيران وانتقاماً من موقف الشيعة الداعمين للقضية الفلسطينية .
اننا ندعو لفتح حوار بين الشيعة اللبنانيين والعرب وفي مقدمتهم السعودية بعد تعاون الخطوة الأولى، بينهما في انتخابات رئاسة الجمهورية والتي كانت رغبة السعودية وقرارها دعم قائد الجيش وبعدما تم تعويض السعودية على المستوى السياسي الإقليمي بأن يكون لبنان من ضمن رعايتها وحصتها ،مقابل منح تركيا إدارة سوريا!
لقد أسّس الإمام الصدر، لعلاقات ودّية مع الدول العربية في سبعينيات القرن الماضي،مع السعودية وسوريا ومصر والجزائر والمغرب والأردن والكويت وكانت علاقات ممتازة لم يتنازل فيها عن مبادئه وعقيدته الدينية على مستوى المذهب الشيعي ووصل الى مستوى ان يكون خيط المسبحة للتوافق العربي ومؤثراً وفاعلاً في عقد قمة "القمة لعربية" والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز عام ١٩٧٤ وقد بادرت السفارة السعودية، لتكريم الامام الصدر عام 2017 في بيروت، إحياءً لدعوته الوحدوية وعلاقته مع العرب ودعوته لتلاقي المسلمين ونبذ الفرقة بينهم.
إننا ندعو، لبدء حوار بين الشيعة اللبنانيين والعرب و لتبادر قيادات "الثنائية" والمجلس الشيعي، للحوار معهم مع تأكيد ثبات العلاقة مع إيران وعدم مقايضتها بالعلاقة مع العرب، بمستواها الديني الثابت والسياسي المتغيّر وفق هوية النظام والتأكيد أن للشيعة اللبنانيين قرارهم المستقل خاصة على مستوى لبنان وضرورة تحييدهم عن الصراع العربي_الإيراني وان لا يكونوا ضحاياه ولا يستضعفهم العرب ويحاصروهم للإنتقام من إيران التي يقيمون علاقات تعاون معها!