إيران تلكس: فشلت الولايات المتحدة خلال يومين من المحادثات في تشجيع الصين على الضغط على إيران لوقف هجمات أنصار الله على بعض السفن التجارية في البحر الأحمر. وهو يسلط الضوء على القيود المفروضة على التعامل الدبلوماسي لإدارة بايدن مع بكين ويظهر عدم رغبة الصين في الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة ضد حليفتها الرئيسية، إيران.

وبما أن أي انعدام أمني في البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، ومضيق باب المندب، وما تلا ذلك من انتشار لانعدام الأمن والصراع إلى الخليج الفارسي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، له تأثير مدمر على واردات الصين من الطاقة من المنطقة؛ وسوف يعاني الصينيون بقدر ما تعانيه واشنطن من انعدام الأمن وتصعيد وتعميم الصراع بين الكیان الصهیوني والقوات العسكرية اليمنية؛ ولذلك فإن واشنطن تسعى إلى استخدام الصين لإدارة الوضع من خلال فهم المخاوف التجارية والاقتصادية لبكين.

فلذلك أثار مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مخاوف الولايات المتحدة بشأن الهجمات المستمرة في البحر الأحمر في اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بانكوك، عاصمة تايلاند؛ لكن هذه المحادثات انتهت دون أي إشارة إلى استعداد الصين لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الصدد.

وأسفرت هذه الهجمات، التي بدأت قبل شهرين، عن عدة غارات جوية انتقامية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع أنصار الله في اليمن في الأسابيع الأخيرة.

على الجانب الآخر، وصف تقرير وزارة الخارجية الصينية حول اللقاء بين مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية الصيني، والذي نشر يوم السبت، المحادثات بين سوليفان ووانغ بأنها صادقة وجوهرية ومثمرة؛ لكنه لم يذكر على وجه التحديد مسألة الشحن في البحر الأحمر.

ويمكن تقييم المحادثات والاجتماع الذي استمر يومين بين وانغ يي وجيك سوليفان بشأن الضغط على طهران من وجهة نظر أخری، فإن طلبات إدارة بايدن من الصينيين تستند إلى تاريخ وأداء بكين، وكذلك دور هذه الدولة في إعادة العلاقات بين إيران والسعودية في شهر مارس/آذار الماضي؛ ولهذا السبب، تعتقد الولايات المتحدة أنها تستطيع إدارة التوتر بأقل قدر من الصراع والتكلفة باستخدام إمكانات الصينيين.

في الوقت نفسه، يحاول الصينيون، الذين يدركون الوضع السياسي للأمريكيين في عام الانتخابات والحاجة الملحة لحكومة بايدن لخفض التصعيد الإقليمي، الحصول على التنازلات المطلوبة من واشنطن مقابل لعب دور في التطورات في البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، ​​ومضيق باب المندب، وهي أكثر حرصاً على قضايا مثل سلامة أراضي الصين في قضية تايوان.

وبهذه القراءة، وبعد فوز ويليام لاي تشينغ تي في انتخابات تايوان التي تتجه نحو استقلال هذا البلد، أصبح الصينيون الآن أكثر قلقاً بشأن زيادة التوتر؛ ولهذا السبب، تشعر بكين أكثر فأكثر بتهديد واشنطن لسلامتها الإقليمية، لذلك يبحث الصينيون عن لعب الأدوار للضغط على الحوثيين للحصول على الضمانة المطلوبة من الأمريكيين بشأن قضية تايوان.

ويعلم الصينيون جيداً أن ربط تحركات وقرارات أنصار الله والحوثيين بإيران هو فرضية غیر دقیقة؛ لأنه في الوضع الراهن، أصبح استقلال فصائل المقاومة تحت عنوان محور المقاومة بارزاً أكثر من أي وقت مضى. ولهذا السبب، حتى لو سعى الصينيون إلى الحوار مع طهران في معادلات البحر الأحمر، فإن ذلك لن يعني تعديل التوترات في المنطقة؛ لأن هناك عوامل كثيرة ومختلفة ومتوازية، ولكل منها دورها الخاص في خلق التوتر في المنطقة.

وأخيرا، فإن محرك التوتر المستمر في المنطقة يرتبط بشكل مباشر باستمرار الحرب بين حماس والكيان الصهيوني والوضع في قطاع غزة.

واذا لم یتوقف الحرب في غزة، فیبقی هناك مساحة في المنطقة من العراق وسوريا إلى لبنان، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، ومضيق باب المندب، والخليج الفارسي، ومضيق هرمز وبحر عمان لتوسع التوترات. وبطبيعة الحال، لا طهران ولا واشنطن لديهما الرغبة في توسيع الصراع ليشمل المنطقة بأكملها؛ وفي الوقت نفسه، وإلى أن تنتهي الحرب بين حماس والكيان الصهيوني، ليس هناك ضمان لإنهاء عمليات جبهة المقاومة في المنطقة.